بالتأكيد لم نكن نتمنى أن تنتهي مهمة يوسف السركال رئيس اتحاد الكرة على هذا النحو، بعد أن حققت كرة الإمارات تحت قيادته العديد من الإنجازات التي لا ينكرها أحد، سواء على صعيد الفوز بلقب كأس الخليج لأول مرة، أو فوزه شخصياً بمنصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، فضلاً عن النجاحات التسويقية التي تعد علامة بارزة في مسيرة الاتحاد الذي تنتهي مهمته بعد أيام· ولسوء حظ السركال وأعضاء مجلس إدارته أن قضية الحارس ماجد ناصر برزت في هذا التوقيت لتعصف بالاتحاد وتضعه في مهب الريح نتيجة الأخطاء المتلاحقة التي ارتكبها الاتحاد وعدم نجاحه في إدارة الأزمة بالشكل الذي ينهيها دون خسائر تتجاوز حدود اللاعب المخطئ· ويُحسب للسركال شجاعته في التعامل مع توابع تلك الأزمة وتحمله المسؤولية كاملة، وتقديمه استقالة لا رجعة فيها، بالرغم من أن الكل يعلم أن السركال يدفع ثمن خطأ غيره، وهكذا يكون قدر الذين يتولون المسؤولية· ولسوء الحظ أيضاً أن قضية الموسم التي بدأت في عام 2007 وتتواصل في 2008 تحولت فجأة إلى ما يشبه كرة الثلج، حيث بدأت باستقالة المونديالي علي بوجسيم ووصلت إلى ذروتها باستقالة يوسف السركال، تمهيداً لاستقالة كل أعضاء الاتحاد خلال الاجتماع الطارئ للجمعية العمومية الذي دعا الاتحاد لانعقاده يوم 14 يناير الحالي، مما يعني أن باب الترشيح للانتخابات سيفتح مجدداً، ومعه يفتح باب الاجتهادات والتخمينات حول الرئيس المرتقب لاتحاد الكرة خلال الدورة التي تنتهي مع أولمبياد لندن ·2012 وبالرغم من الاتفاق على أن التعامل مع قضية الحارس ماجد ناصر لم يكن على مستوى الطموح، إلا أن ذلك لا يمنع من الإشادة بالدور الذي قام به يوسف السركال لتعزيز مكانة كرة بلاده على كل الأصعدة الفنية والإدارية، وكان صورة مشرفة للمسؤول الإماراتي في شتى المحافل، حتى نال ثقة ''الفيفا'' الذي اختاره ضمن لجنة التفتيش على مرافق وملاعب ومنشآت الدول المرشحة لاستضافة نهائيات كأس العالم، كما فاز - بالتزكية - بمنصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي بعد سنوات غابت فيها كرة الإمارات عن المكتب التنفيذي للاتحاد القاري· وسيبقى إنجاز الفوز بكأس ''خليجي ،''18 وتأهل المنتخب لدور المجموعات في تصفيات كأس العالم، وتأكيد بلاتر رئيس ''الفيفا'' على أن كل الطرق تؤدي لاستضافة دولة الإمارات نهائيات بطولة العالم للأندية·· محطات لا يمكن لأحد أن يتجاهلها في مسيرة الكرة الإماراتية تحت قيادة يوسف السركال· وكل ما نأمله أن تنجح الانتخابات المقبلة في دعم اتحاد الكرة بعناصر قادرة على استكمال المسيرة، وتجاوز بعض السلبيات التي رافقت المرحلة الماضية، أملاً في أن تقوى كرة الإمارات على مواجهة كل التحديات المقبلة لاسيما ونحن على مشارف عصر الاحتراف بكل ما يحفل به من طموحات على صعيد كل عناصر اللعبة الشعبية الأولى في الإمارات· وشكراً·· بويعقوب·