ليتنا نملك أكثر من كلمة ''مبروك'' لنزفّها إلى الجزيرة الذي كان على قدر التحدي ولم يخيب الظن وهو يهدي الامارات بطولة غالية· لقد كان الجزيرة ''قدها وقدود'' وهو يقلب الموازين ويحول خسارة الذهاب إلى انتصار في الإياب في مباراة اقل ما توصف بأنها مباراة مجنونة حرقت أعصابنا ونحن نتابع تقلباتها غير الطبيعية· في لحظة تشعر أن اللقب قد جاء، وفي لحظة أخرى تشعر أن الأمل قد تبخر، لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح· اللقب أنحى طواعية للفريق الأفضل والأحق والأجدر وهو اقل ما يقال عن الجزيرة الذي كان يسير واثق الخطى في المنافسة من بدايتها، تصدر مجموعته في الدور الأول على حساب فرق الوكرة القطري والنجمة البحريني والاتفاق السعودي، وحقق العلامة الكاملة في الدور قبل النهائي بالفوز على النصر العماني في الذهاب والإياب· وعندما جاء إياب النهائي فعل المستحيل ونحج باقتدار في تنفيذ المهمة الشاقة بتحويل خسارة الدمام إلى انتصار· وبدون شك فريق يستطيع التغلب على كل هذه الصعوبات من العدل أن تتكلل مسيرته بإحراز البطولة· الجزيرة ينطبق عليه المثل المحلي ''من صبر قدر''·· سنوات والفريق صابر وينافس ويحاول، وقد آن الأوان أن يجني فوائد صبره وعمل السنوات، لأن بطولة التعاون ما هي إلا بداية لعصر جديد من البطولات· لا نقول ذلك من باب مسايرة الأحداث والعوم على أفراح الفريق في الوقت الراهن، ولكن من باب أن الجزيرة يملك في الوقت الحالي فريقا قويا ومجموعة من اللاعبين يتمناها أي ناد آخر، والمجموعة التي استطاعت أن تحقق لقب بطولة التعاون هي بالتأكيد مجموعة قادرة على التفوق في أي بطولة أخرى قادمة· في النهائي لا يمكن أن ننسى روعة الأهداف التي سجلت خاصة هدف ''الصدمة والرعب'' الذي خرج من أقدام عبدالسلام جمعة وهو الهدف الذي أبقى الكأس في أبوظبي بعد أن كان على وشك أن يغادرها· وفي النهائي لا يمكن أن ننسى وفاء جماهير الامارات قبل وفاء جماهير الجزيرة والتي وقفت وقفة رجل واحد خلف فريق الوطن، ويا له من فريق يرفع الرأس· آخر همسة : مسألة التتويج في الملعب أصبحت في حاجة إلى إعادة نظر، لأنه تكرر معنا أكثر من مرة أن تسببت فرحة الجماهير العارمة في عدم إخراج التتويج بالصورة التي كان مخططا لها·