السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وفاء مليح: بالكتابة أرسم جنوني

وفاء مليح: بالكتابة أرسم جنوني
1 يناير 2009 03:41
تقول القاصة والروائية المغربية المعروفة وفاء مليح: حين أمسك بالقلم لأريق دماء الكلمة، ألتحم التحاما قويا بما أكتب· ففي هذه اللحظات أحقق وجودي· أستطيع القول إنني أوجد· أتحقق· أجمع أشلائي المبعثرة· أرسم على جسدي بالمفردات جنوني· هذا الجنون الذي أفصح عن طبيعته· على جبيني أكتب أنوثة نصوصي· أحقق لذة ومتعة اكتشاف متواصل ومتحرر· أمنح للأنا سلطتها الوجودية· فبالكتابة وحدها أدرأ موتي· أخرج ذاتي من عدمها· وتضيف: امتطيت صهوة الكتابة· ابتدأت الرحلة· تسللت إلى العراء لأمنح للحرف روحي وجسدي· أعلنت قصة عشقي· فبالكتابة أتحرر وأنطلق نحو أفق مفتوح، لكنها لا تملأني لذة فقط بل أمارسها بألم عميق، لأني أكتب بدمي عن صرخاتي المكتومة· أستجدي الكلمات بأنفاس لاهثة لأفك العزلة عني باحثة عن دائرة الضوء· تؤكد وفاء مليح مؤلفة ''اعترافات رجل وقح'' و''عندما يبكي الرجال'' أن رحلة الكتابة هي رحلة شاقة وهي أكثر شقاء بالنسبة للمرأة لأنها تدفع ثمن الكتابة وثمن الأنوثة في مجتمع مازالت تحكمه قيم ذكورية· فممارسة الكتابة تتطلب انتزاع الحرية من واقع ذكوري لاختيار الكتابة مسارا، لأن الحرية شرط أساسي لممارسة الإبداع والكتابة هي مغامرة مستمرة تحتاج إلى امتلاك فعلي وحقيقي للحرية، لذا فالطريق ليس معبدا أمام المرأة لاكتساب الشروط الأساسية التي توفر المناخ العملي لممارسة فعل الإبداع، أجدني مندفعة اندفاعا قويا نحو هدفي لا أبالي بما يمكن أن يلاحظ على مشواري كامرأة· متجاوزة كل ما يمكن أن يعوق مسيرتي الأدبية· مستجيبة لانفلات الذات المبدعة من قبضة الذات التقليدية· مغتربة عن المجتمع· ذاتا متمردة تعيش الكتابة كما تعيش الحياة· ولكي أكتب الحياة لابد لي من توفير شروط أبرزها العزلة والتوحد· أتوقف فترة عن بعض التزاماتي اليومية لألون بياض الورق بنصوص كتبتني قبل أن أكتبها· اشتغلت في دواخلي مدة من الزمن· بين حين وآخر أقف لأضع مسافة بيني وبين الكتابة وهذه الذات المحترفة للكتابة· أحاورها· أتأملها· فأجدها عنيدة· ملتزمة· مثابرة ومصرة على الشغب والالتقاط والملاحظة الدقيقة والالتحام القوي بنبضات الواقع وأفعال الحياة في بساطتها وقوتها دون زيف أو تصنع· انطلاقا من هذا التفاعل اللامحدود بين الذات المبدعة ومجالات الواقع أترك للقلم حرية الصراخ والاستفزاز والكشف واستجلاء مواطن الجمال بكل أبعاده في مشاهد القبح الإنساني بعيدا عن الهم النرجسي في التظاهر بلغة هي لغة الأنثى تتسرب بعمق إلى مختلف المشارب الآدمية وتلويناتها· إذن لن أسترجل لكي أكتب· سأكتب الحياة بلغة تشبهني وتشبه أنوثتي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©