التطفل الزائد البالغ حدود الإزعاج بات يلاحقنا في كل مكان، ولم يكن الإنسان بمنأى من المتطفلين في أي مكان، حتى وأنت جالس بمنزلك، وبين أفراد أسرتك قد يصلك إزعاجهم، ولا تستبعد أن يصلك حتى وأنت على الفراش، هم كثر، وأنواعهم متعددة، وكذلك أشكالهم، ولكن منهم ما يرفع درجة الإزعاج لحدود الغيظ والقهر، وتكاد تفتك به.
منذ يومين أجبرتني الظروف التردد على مستشفى الكورنيش، وفي إحدى المرات وبعد الانتهاء من عملي هممت بركوب سيارتي، وإذ ببطاقة أعمال موضوعة على زجاج الباب، محشورة بين الزجاج والحاجز البلاستيكي، وبمجرد فتح الباب سقطت البطاقة بباطن الباب، أي داخل الباب مع الزجاج، وحتى استخرج البطاقة الساقطة على محرك رفع الزجاج، وغيره من القطع الكهربائية، والميكانيكية الموجودة داخل الباب لم أستطع واستأت من الموقف، وفكرت بمن يحميني، بادرت بالاتصال بالوكالة، وبعد شرح الموضوع قال لي الموظف إن استخراج البطاقة يتطلب إيقاف السيارة لمدة لا تقل عن يوم، وتكلفته لن تكون أقل من ألف درهم، إذا لم يحدث أي ضرر لأي قطعة من القطع أثناء الفتح، وهنا زاد غيظي من صاحب البطاقات الذي أوقعني بهذه المشكلة، جلست بالسيارة وحدثت نفسي عن المشكلة والمسؤولية، فإذا اتصلت بالشرطة سيطلب مني الحضور لمركز الشرطة، والانتظار وفتح بلاغ وغيرها من الأمور، ولو اتصلت بدائرة الاقتصاد لن أجد ضالتي، ولو حاولت عبثاً الوصول لأي جهة لن أجد عندها حلاً لمشكلتي، وفي النهاية سأدفع الألف درهم، واستغني عن سيارتي لمدة يوم أو يومين وأنا أضحك، أما المتسبب فيما حصل ليست هناك جهة تحاسبه وتجرمه، وتحفظ حقي وحقوق أمثالي ممن يتضررون من أعمال وتصرفات الغير، ولازلت احتفظ ببطاقة مكتب الشحن الذي تسبب لي في مشكلة، ولا أعرف لماذا يتم الترويج لمكتب شحن بمستشفى الكورنيش؟!!
هذا النوع من المشاكل لا يقتصر على وضع بطاقات التعريف والملصقات على زجاج السيارات فحسب، بل يصل إزعاج وقلق هذه الفئة المزعجة إلى باب بيتك، فما أن تغادر المنزل، أو تهجع في قيلولة، أو تنزل لأداء فرضك حتى تجد الأوراق، والملصقات، والإعلانات الملونة والمزركشة وقد تجمعت أمام عتبة بابك، وبالتأكيد لا رقيب ولا حسيب، وعليك أن تقوم بإزالة تلك المخلفات، وتتكبد العناء دون أي سبب.
إن عملية نشر الإعلانات والملصقات والصحف الإعلانية، وغيرها من وسائل الترويج سواء أمام منزلك، أو على زجاج السيارة أراها اقتحاماً لخصوصيتك، وازعاجاً وتطفلاً غير مقبولين، يرغم عليه العامل المطالب بتوزيع اكبر عدد ليشوه المنظر بتلك الملصقات والأوراق التي يرمي بها في كل حدب وصوب.


m.eisa@alittihad.ae