الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تسريبات» فلسطينية!

25 يناير 2011 20:42
رفض القادة الفلسطينيون ما نقلته قناة "الجزيرة" من أنهم وافقوا عام 2008 على التنازل عن القدس الشرقية المتنازع عليها بالإضافة إلى تقديم تنازلات أخرى جوهرية في محاولة فاشلة على ما يبدو لإقناع إسرائيل بمنحهم الدولة المستقلة، وقد استندت القناة الفضائية فيما أسمته بالوثائق الفلسطينية على محضر جلسة اجتماع يعود إلى 15 يناير 2008 شارك فيه كل من وزيرة الخارجية الأميركية، كوندليزا رايس، ونظيرتها الإسرائيلية، تسيبي ليفني، وأحمد قريع، حيث نقل المحضر عن قريع قوله: "نحن نقترح ضم إسرائيل لجميع المستوطنات في القدس باستثناء مستوطنة جبل أبو غنيم"، مضيفاً إنها "المرة الأولى في التاريخ التي نقدم فيها هذا الاقتراح، وقد رفضنا القيام بذلك في كامب ديفيد". وفي حال تأكد صدق التنازل الفلسطيني فإنه سيمثل اختراقاً حقيقياً لأحد المواضيع الشائكة جداً في مباحثات السلام بالشرق الأوسط، لا سيما وأن المواقف الفلسطينية التقليدية معروفة بإصرارها على تولي إدارة القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، فضلا ًعن إلحاحها أن تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المرتقبة، وأضافت الوثائق السرية التي كشفت عنها "الجزيرة" استعداد المفاوضين الفلسطينيين لتقسيم البلدة القديمة في القدس والحد من رجوع اللاجئين الفلسطينيين بالإشارة إلى عدد لا يتجاوز مائة ألف لاجئ، هذا بالإضافة إلى الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، لكن الوثائق أظهرت أيضاً تشدد المفاوض الفلسطيني فيما يتعلق بالمستوطنات في الضفة الغربية التي تمسك بضرورة إزالتها على أن يشمل ذلك الكتل اليهودية الكبرى مثل "معالي أدوميم" وأرييل" وغيرهما. وفي رد على الوثائق المسربة التي بثتها"الجزيرة" سارع القادة الفلسطينيون إلى نفي ما جاء فيها معتبرين أن المعلومات التي حملتها غير دقيقة، مشيرين إلى أن الوثائق نفسها مزيفة ومُجتزأة من سياقها العام، وأنها تعكس فقط ما جرى في المفاوضات التمهيدية، ولا تحيل إلى الموقف النهائي للمفاوض الفلسطيني، مؤكدين على المبادئ الثابتة التي على رأسها القدس الشرقية، وفي هذا الإطار نعت كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، الوثائق الفلسطينية بأنها "حزمة من الأكاذيب"، ففي برنامج إخباري شارك فيه على قناة "الجزيرة" يوم الأحد الماضي قال عريقات: "نحن لم نتراجع عن مواقفنا المعروفة وثوابتنا الوطنية، ولو قدمنا كل هذه التنازلات بشأن اللاجئين والقدس الشرقية لماذا لم تسارع إسرائيل إذن للتوقيع على اتفاق معنا؟"كما اتهم عريقات إسرائيل بالوقوف وراء تسريب الوثائق في محاولة منها لإحراج السلطة الفلسطينية، متسائلًا في الوقت نفسه عن المغزى والغاية الحقيقيتين من توقيت الكشف عن هذه الوثائق في حين يخوض المفاوض الفلسطيني صراعاً مع إسرائيل والولايات المتحدة في مجلس الأمن والأمم المتحدة، حيث يتهيأ الجانب الفلسطيني لطرح مقترح لإدانة النشاط الاستيطاني لإسرائيل، أما في حال كانت الوثائق دقيقة، فإنها ستؤكد أن الفلسطينيين كانوا أكثر انفتاحاً بشأن تقديم تنازلات مما توحي به تصريحاتهم العلنية، أو مقارنة بما يعلنه الإسرائيليون أنفسهم الذين درجوا على تحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية فشل المفاوضات وتعثر عملية السلام، لكن مثل هذه التنازلات ستعرض السلطة الفلسطينية التي تدير العملية التفاوضية مع إسرائيل إلى انتقادات شديدة من قبل الرأي العام الفلسطيني، لا سيما وأن استطلاعات الرأي تشير إلى رفض الشعب الفلسطيني التنازل بشأن القضايا الجوهرية مثل القدس الشرقية وعودة اللاجئين. وقد سارعت حركة "حماس"، القوة المنافسة للسلطة الفلسطينية في غزة، إلى القفز على ما جاء في الوثائق السرية التي كشفت عنها قناة "الجزيرة" واتهمت السلطة بـ"تصفية" القضية الفلسطينية، ويذكر أن العرض المثير الذي تقدم به المفاوض الفلسطيني إلى إسرائيل جاء خلال جولة المفاوضات التي أجريت عام 2008، واعتقد العديد من المراقبين أنها أوشكت على التوصل إلى اتفاق، وهي المفاوضات التي دائماً ما كانت إسرائيل تلوم الجانب الفلسطيني على فشلها، وإنْ كان المسؤولون الأميركيون والفلسطينيون يرجعون انهيارها إلى سقوط حكومة "أولمرت"، والهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في ديسمبر 2008. إدموند ساندرز القدس المحتلة ينشر بترتيب خاص مع خدمة "إم. سي. تي. إنترناشيونال"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©