انتهت علاقة العرب بنهائيات كأس آسيا الحالية من دور الثمانية وبمجرد إعلان المذيع الداخلي في ستاد جاسم بن حمد نهاية مباراة العراق واستراليا استيقظت الآلة الإعلامية العربية من النوم وبدأت متثائبة وهي تطلق الأبواق ونواقيس الخطر لتنعى المشاركة المأساوية والخروج المرير لثمانية فرق لم يستطع أحدها أن يصل إلى الدور نصف النهائي على أقل تقدير. وبدأت البرامج التحليلية والصفحات المكتوبة تنبش القضية وتقتلها بحثاً وكل من له علاقة ومن ليس له علاقة ولأن ساحات الكلام هي ملاعبنا المفضلة فقد اتشحت هذه الساحات بالنظرة السوداوية والتشاؤمية حداداً وحزناً وارتفعت الأصوات بالصراخ والعويل، وكل كاتب مقال لم يجد فكرة لزاويته اليومية انضم لأولئك الخبراء فقد وجد ضالته في مادة دسمة وعثر على أرض خصبة ينثر فيها حروفه فتنبت مرثيات شعر لم تقلها الخنساء في أخيها صخر. اليوم فقط اكتشف هؤلاء أن المنتخبات العربية في غرب القارة تأخرت عن نظيراتها في الشرق، واليوم استفاقوا من النوم ليعلموا أننا لا نطبق الاحتراف بمفاهيمه الصحيحة، وأن اللاعب العربي في القارة ليس له وجود في الدوريات الأوروبية، وبالأمس كان الطموح في نهائي يجمع فريقين من الغرب وكأس تبقى في بلاد العرب واليوم اكتشفنا أننا في منحدر خطير وأن كرتنا تعاني الكثير والوضع لا يبشر بالخير. وشخصياً لا أرى أن السقوط الجماعي للمنتخبات العربية يستحق كل هذا الجدل والثرثرة، فالقضية لا تزيد على كونها مصادفة جاءت بلا ميعاد، والدليل أنه في البطولة الماضية عندما انتزعنا مقعدي المباراة النهائية وحصدنا لقب النسخة التي أقيمت في أربع دول من شرق القارة لم نسمع أن ثائرة الشرق قد ثارت أو أن عزائمهم خارت ولم يقيموا المآتم أو ينصبوا الخيام بل واصلوا العمل وواصلنا الكلام فلماذا نستكثر عليهم أن يردوا الصاع لنا صاعين، طالما أن السن بالسن والعين بالعين. وحقيقة الأمر أن العرب لم يخرجوا تماماً فما زلت أسمع أناساً كثيرين “ترغي” و”تثرثر” كما كانوا قبل البطولة وأثناءها وبعد خروجهم منها ولن تتوقف الثرثرة ولن يسكت الكلام حتى موعد البطولة المقبلة بعد أربعة أعوام. خاتمة الكلام: لا ننكر أن البقية سبقونا في الكرة وأنهم في واد ونحن في وديان أخرى، ولكن هذا ليس وليد اليوم ولكنه وليد أعوام والحل يكون بالعمل وليس بالكلام، فلو كان الكلام يحسم النتائج والبطولات يخوضها الإعلام، لكنا أبطال العالم لأننا بشهادة الآخرين من المحايدين أسياد الكلام. Rashed.alzaabi@admedia.ae