انفض سامر الانتخابات في الإمارات، وطويت الصور من الشوارع، وانكفأ الخارجون من المنافسة على الجلوس تحت القبة الزرقاء، عادّين خسائرهم المادية والمعنوية، وابتهج الفائزون إلى أربع سنوات مقبلات حاسبين مكتسباتهم الوطنية، ومهما يكن من انتهاء هذا الفرح الديمقراطي الوليد الذي يكبر ببطء، لكنه مراقب تقديراً لحالته ونموه، وكما نوّهت في سابق مقالات متوقعاً فوز مرشحة وحيدة، وقلة مشاركة لا تجعلنا نخجل من ظهور نتائجها للعلن، لأننا إن لم نخبر العالم، فلا نعتقد أن العالم لا يراقبنا، ويتصيد لأخطائنا ولو كانت صغيرة، وخيراً فعلت اللجنة الوطنية للانتخابات بالاعتراف بمشاركة 28 في المائة، وهي مشاركة ضعيفة جداً مهما حاولنا أن نجمّلها أو نبررها أو نجد لها صيغة المشاركات الأولى، والتجارب الوليدة، وما إلى هنالك من صيغ لن تفيدنا في المرحلة المقبلة إن لم نذهب بالأشياء عميقاً، لا بعيداً. من الأمور التي لا تقبل التبرير في سير الانتخابات والعمل الديمقراطي، أن تمدد ساعات التصويت في اللحظة الأخيرة، بعدما حددت من قبل وأعلنت لكل الناس منذ أيام، لأن أمراً مثل هذا مدعاة للشك والطعن من قبل المرشحين الخاسرين، لأن الأصوات التي أدلي بها بعد الساعة السابعة مساء قد تعد غير شرعية، ولو قيل لنا إن الفروق بين المرشحين متباينة، وإن سببها التزاحم في مركز التصويت في العين، والضغط على الأجهزة الإلكترونية، مما سبب في بطئها، وهو أمر مردود، وغير مقبول، فأولاً أمور مثل هذه تجهز ويحسب لها من قبل، وتعد لتستوعب أقصى طاقتها، خاصة إذا عرفنا واقع الحال من إحجام الناس، ومشاركة قلة منهم، لا يمثلون ربع الأعداد المتوقعة للمشاركة، أما مسألة الأجهزة الإلكترونية والبطء في تشغيلها، فهي مثل الذي يحضر لمهرجان خطابي عام، وحين يتفقد الميكروفونات يجدها لا تعمل في آخر لحظة، كما هو شائع في وطننا العربي، حيث تجد الرئيس أو الوزير يتنحنح، ويصفر، وينقر بإصبعه على فم الميكروفون، وربما ردد:”ألو..ألو” وخاب سعيه في إلقاء خطاب سهر عليه. من الأمور التنظيمية الأساسية أن يكشف عن طريقة اختيار الأسماء للمرشحين أو الناخبين غير الطريقة العشوائية، فهي غير حضارية، خاصة أنها تبحث في نسبة لا تصل 15 في المائة من الأسماء التي يحق لها الترشح والانتخاب، بالنسبة للأصوات النسائية، فهو أمر متوقع، متمنين ألا تعوض “كوتا” العنصر النسائي من قبل الحكومة في التعيين، كما حصل في المرة الماضية، فعلى المرأة أن تتكيف مع وضعها، وتناضل من أجل تفعيله وفرضه كواقع. بعض مراكز الاقتراع يجب أن تدرس كحالة، مثل مركز العين، ومركز أبوظبي، ومركز المنطقة الغربية، ومركز عجمان، وحظوظها في ترجيح الأصوات، والتكتل، وتحالف بعض المرشحين، ونجاحهم ربما كقائمة! ناصر الظاهري | amood8@yahoo.com