الإنسان هو القيمة وهو الشيمة وهو التنمية الحقيقية والمستدامة، وهو المكانة والأمانة التي توليها القيادة الرشيدة جل الاهتمام وبكل التزام، هذا الوعي هو الذي أسس دولة رسخت جذورها وشمخت أغصانها، وتفرعت أحلامها، ونضجت آمالها في تحقيق الأمن والأمان للمواطن والمقيم على حد سواء، فجاءت المنمنمات الزاهية لتفرش جمالاً وكمالاً يتأصلان يوماً بعد يوم بفضل التلاحم الحميم ما بين القيادة والشعب. توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، لسفرائنا في الخارج جاءت في هذا السياق، محملة بأجمل المعاني وأسمى العبارات المعبرة عن إيمان راسخ بأهمية الإنسان، وضرورة الدور الذي يقوم به رسل البلاد في أرض العباد، لأن قيادتنا تريد دوماً أن يصبح إنسان الإمارات مكرماً في خارج بلاده، كما هو معزز على أرضه، وهذه هي رسالة يقرأها الناس أجمعين بحصافة عقل وفصاحة لسان ولا خيار في هذا البلد غير وضع الإنسان بين الرمش والحاجب لأنه الواجب الذي تقتضيه الحياة، وهو المسؤولية التي تفرض نفسها على كل إنسان محب يعشق الجمال في كل شيء بدءاً من العلاقة بين الإنسان والأرض، ووصولاً إلى علاقة الإنسان بالإنسان. هذه الدولة تأسست على هكذا قيم على يد الباني والمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعلى النهج القويم سار خليفة الخير ومعه عشاق هذا الوطن ومن تحملوا لواء المسؤولية بكل صدق وأمانة.. الأمر الذي جعل الإمارات اليوم تقف على أركان ثابتة وتسير بخطوات واثقة، وتثب إلى المستقبل برزانة الأوفياء وصلابة الشرفاء، تعاون الشقيق والصديق، وكل إنسان ينتابه كدر أو ضيق لأن الرسالة الإماراتية إنسانية في البدء وبمرسوم شاعري يضع الأخلاق علاقة وشامة حدودها قارات العالم الخمس، ومنطلقاتها فضاءات بلا سقوف أيديولوجية أو عرقية أو دينية، والدين هو الإسلام، والمسلم من سالم الناس واستسلم لأمر الأخلاق الرفيعة والمبادئ المنيعة، وبلا تجديف أو تحريف أو تخريف أو تجريف.. أربعة عقود من الزمن رسمت ملامح الحقيقة على الأرض التي كانت يباباً فأصبحت جنات النعيم، يقطف ثمار فضلها وفضيلتها كل إنسان وطأت قدماه على أرض الخير منعماً آمناً مستقراً قرير العين مطمئن الفؤاد. أربعة عقود من الزمن رفلت بجهود النجباء، فأنجبت الأرض فضائل من فصائل من أحب، ورصع الوطن بأحلى قصائد الإنماء والانتماء.. وأجيال تتلاحق ترشف من عِذاب هذا العطاء الجزيل وتحقق آمالاً ونجاحات في مختلف ميادين الحياة لتعود إلى الوطن بأجمل الحصاد، مندمجة مع النسيج متفانية عاملة بكل جهد لأجل مواصلة الطريق نحو وطن، المجد أفقه، والتميز خندقه. marafea@emi.ae