استحق شعب دولة الإمارات الناموس يوم أمس، كما قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتجاوبه ومشاركته الواسعة، التي عبرت عن وعيه وإيمانه الكبير بالدور المنوط به كعنصر فاعل ومهم في المجتمع وحجر الزاوية في بناء الوطن، فكان الجميع عن حسن الظن بهم، وأثبتوا أصالة معدنهم، ولبوا نداء الواجب والوطن ونداء القائد رئيس الدولة عندما أكد أهمية تفاعلهم ومشاركتهم وتوجههم لصناديق الاقتراع لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي للعام الحالي، وهي الانتخابات التي تعزز مرحلة تمكين المواطن وتفعيل دوره ومشاركته السياسية بالمجتمع، كما رسمها القائد وأعلن عنها في العام 2005. يوم أمس عاشت الإمارات عرساً وطنياً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني الوفاء للوطن والتلاحم بين القيادة والشعب، والتطلع إلى مستقبل يعزز الحياة الكريمة التي يعيشها أبناء الإمارات اليوم، وينقلونها ويضمنونها للأجيال المقبلة، وتجسدت هذه المعاني النبيلة والقيم العليا، والوعي والحس الوطني العميق في المشاركة الواسعة والفعالة للهيئات الانتخابية في الاقتراع على عشرين عضواً من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي الذي يلتئم بأعضائه الأربعين في دورته الجديدة أكتوبر المقبل. يوم أمس خاض أبناء الإمارات التجربة الثانية للانتخابات للمجلس الوطني الاتحادي بروح وطنية عالية، وبمظهر ديمقراطي رفيع ينم عن حب الوطن ونضوج ثمار مرحلة التمكين التي أطلقها رئيس الدولة حفظه الله، هذه التجربة السياسية للمشاركة الشعبية الواسعة تؤكد جني ثمار التدرج الذي تنتهجه دولة الإمارات والذي وطد أسسه الوالد الشيخ زايد رحمه الله رحمة واسعة، مع إخوانه الرواد، وأسس مبدأ الشورى والمشاركة الشعبية، منذ إعلان اتحاد الإمارات العربية المتحدة في سبعينيات القرن الماضي، فجعلوا رحمهم الله جميعاً مجالسهم وجولاتهم المستمرة في ربوع الوطن برلمانات مفتوحة للسماع لآراء المواطنين والأخذ بها في مسيرة التنمية الشاملة التي بدأتها الإمارات، منذ أكثر من أربعة عقود، وهي تستعد اليوم بهذا العرس الديمقراطي الرائع للاحتفال باليوم الوطني الأربعين الذي يضيء سماء أمتنا العربية ويبعث فيها الأمل والرجاء، بأن الأمة ما زالت بخير لو ملكت الرؤية الواضحة والتوافق، والنوايا الطيبة. الإمارات عبرت يوم أمس إلى مرحلة جديدة من مرحلة التمكين، وفق رؤية واضحة طرحها رئيس الدولة على المواطنين في خطاب سموه السامي قبل ست سنوات، والذي كان خارطة طريق للمستقبل، ومنذ ذلك اليوم والإمارات بفضل هذه الرؤية تسير قدماً إلى الأمام، وتحصد الثمار الطيبة لوضوح الرؤية والتوافق بين الوقت والمسافة، فكل شيء يأخذ وقته بعيداً عن حرق أو تجاوز أي مرحلة، أو خطوة. ففي الإمارات تسير الخطة والرؤية معاً، هاديي طريق صاحب القرار والمشارك فيه، لذا نجد والحمد لله هذا التوفيق والتلاحم بين القيادة والشعب، ونجد هذه الحب الكبير والتفاني والإخلاص للوطن، ووضع مصلحته فوق كل اعتبار. ألف مبروك لشعب الإمارات وقيادته الرشيدة الخطوة المباركة التي خطاها الشعب في برنامج رئيس الدولة لتمكين أبناء شعبه، ومشاركتهم السياسية، وإلى مزيد من الإنجازات والنجاحات لدولتنا الغالية. m.eisa@alittihad.ae