لا ضير أن نعتبر المشاركة في اليوم الأخير من العملية الانتخابية للمجلس الوطني، هي مشاركة وطنية من أجل بناء أسس لديمقراطية واعدة، ومن أجل ترسيخ الوعي بمعنى الحرية المسؤولة، ومن أجل الشعور بالحس الوطني العالي عند الناس، والذي تظهره الملمات ونداء الواجب، وفرحة رفع العلم والنشيد في أي مكان أو زمان. لا ضير من المحاولة وإعادة المحاولة للمترشحين، فاللعبة الانتخابية بحاجة إلى فريق انتخابي متكامل، وبحاجة إلى دعم وتظافر الجهود، فالنجاح ليس دائماً هو الغاية، يكفي شرف المحاولة والمشاركة. لا ضير إن لم تنجح إلا مرشحة أو مرشحتين، يكفي أن الصوت النسائي لم يكن محجوباً، ولا هو عورة سياسية. لا ضير في المرحلة القادمة من الانتخابات حضور الكثير من الشفافية والوضوح لبعض الأمور، وتجنب المسائل التي يمكن أن تحتمل وجهان، سواء ما يخص المرشح نفسه أو الناخب. لا ضير أن نحدد كل ما يخص المرشح، ويجعله أهلاً للمشاركة، بناء على المعطيات والـ"داتا" الموجودة عن كل مواطن في شريحة بطاقة الهوية، ولا بأس من التصنيف الأولي، ثم يأتي الاختيار العشوائي للعينات، خاصة فيما يخص التأهيل العلمي، والمعطيات الأساسية للشخصية، فلا يعقل أن تورد في لجان الانتخاب عشرات العجائز العاجزات حتى عن الحركة، فما بالك بوعي الاختيار. لا ضير أن نرمي الأحكام الأخلاقية وراء ظهورنا، لأنها معايير تختلف من شخص لآخر، وننظر للمرشح من خلال الكفاءة، وتحمل المسؤولية، والقدرة على العمل وتطويره، ساعتها ربما لن نسأل إذا ما كان المرشح يملك ملهى ليلياً أو شريكاً أو كيلاً لسلسلة محلات عالمية قد تبيع لحوم الخنزير، وتتاجر بالمشروبات الكحولية، هذه المسألة يجب أن نوضحها، ونحددها للجمهور، بعدها يكون الناس أحراراً في انتخاب الشخص أو حجب صوتهم عنه. لا ضير أن نجنب العملية الانتخابية في المرات المقبلة أي همز أو لمز، ونسد كل الثغرات التي يمكن أن يطعن من خلالها بنزاهة العملية الانتخابية والقائمين عليها والمشاركين فيها. لا ضير في المرحلة القادمة أن نبصر المترشحين بمسؤولية برامجهم الانتخابية، ونبعد عنها المبالغة، ونظر الناس إليها بحس فكاهي، لأن ذلك يخلق نوعاً من الجفاء وعدم التصديق والشك بين قطبي العملية الانتخابية المترشح والناخب. ناصر الظاهري | amood8@yahoo.com