يعتبر الأحد يوماً مميزاً لعشاق المستديرة في العالم وهو يوم كرة القدم الحقيقية حيث تلعب الدوريات الأوروبية، وفي كل أحد يكون المتابع على موعد مع مباراة كبيرة أو أكثر من هذه البطولات التي تجعلنا نتساءل في أنفسنا إذا كانت تلك هي كرة القدم التي نسمع عنها وتمتعنا، فماذا نطلق على ما نشاهده هنا؟. ومساء الأحد الماضي كنت قد أعددت العدة ونظمت المواعيد في الأجندة، لكي أتمكن من مشاهدة مباراة نابولي وميلان في سهرة إيطالية مميزة لا أزال أحرص على متابعتها منذ سنوات طويلة وبالتحديد منذ أكثر من 23 عاماً عندما كان مارادونا في نابولي فريقاً بمفرده وميلان في صفوفه عصافير الكناري الهولندية المغردة. وعندما حان الموعد وقبل بداية المباراة بدقائق كنت قد فتحت التلفاز وبدأت في العبث بأزرار «الريموت كونترول» كي افتش عن القناة الناقلة وعندما وجدتها خاب فألي وتبخر أملي، فالشاشة ظهرت سوداء والصورة كانت عمياء، ونفس القصة التي تحدث بشكل سنوي ونفس القهر، فقبل أي مباراة مهمة انتظرها بفارغ الصبر، اكتشف أن الاشتراك انتهى فأضطر مجبراً للتوجه إلى أقرب مقهى. هذه المرة كانت الخيارات متعددة وبدلاً من المقهى فضلت المكتب، وربما كنت أبحث عن شيء من الخصوصية فأحياناً أفضل مشاهدة بعض المباريات بمفردي وكأنني أريد امتلاكها والاستمتاع بأدق تفاصيلها لوحدي، أو كأن قدماي كانتا تقوداني إلى حيث لا أدري، لعلها أرادت أن تخفي عني مكشوفاً وتكشف لي الجانب السري. وبالفعل وصلت إلى البناية التي يقع فيها المكتب وقبل أن أدخل من الباب كانت المفاجأة، وفي ذلك المقهى الذي يقع أسفل نفس البناية، وعبر الزجاج شاهدت ذلك الوجه المألوف وهذا هو اللاعب الدولي المعروف، يدخن «الشيشة» واصلت طريقي غير مكترثاً في البداية ولكن بحركة لا إرادية عدت كي أتأكد مما شاهدت، وهاهو اللاعب الدولي الذي بعد المغرب يداعب الكرة وبعد العشاء يتلاعب بالدخان فشيئاً ينفثه في الهواء وشيئاً يسكن في صدره. ذهبت إلى المكتب والمشهد راسخ في ذهني، لا يريد أن يفارقني ،فتارة يطلب مني ضبط النفس وتارة يحرضني، وانتهت المباراة والساعة تقارب الواحدة صباحاً وفي طريقي خارجاً صادفني نفس المشهد ونفس اللاعب الدولي لم يغادر مكانه ونفس «الشيشة» لم تفارق أحضانه. مسك الختام: هذا هو كبد الحقيقة وهذا هو الاحتراف الذي ندعي تطبيقه، بالطبع كلكم تريدون معرفة اسم وهوية اللاعب الذي يلعب أساسياً في المنتخب الأول لذا عليكم بالصبر فغداً نكمل. Rashed.alzaabi@admedia.ae