عند الحديث عن انتخابات المجلس الوطني ودورنا -الحيوي- كإعلاميين في دعم التجربة لتصل للدرجة التي يتوقعها الإماراتيون على مستوى القيادة والشعب، علينا أن نتحدث على مستويين من النضج، الأول له علاقة بالمرشح، والمستوى الآخر «الناخب». ما يتعلق بالمرشح، فهو يكمن في مساعدته بالإجابة على ما كنت قد تحدثت عنه في زاويتي السابقة، وسؤالي المشروع «من أنتم؟» كان دعوة ليُعرف هؤلاء المرشحون عن أنفسهم بشكل يجعل الناخب قادراً على تحديد أين سيضع صوته؛ ففي هذه الأجواء على المرشح أن يبني جدار ثقة بينه وبين الناخب، وأن يقدم للناخب ما يلزم للتعريف بنفسه وبأفكاره؛ وهذا ليس تفضلا على الناخب وإنما حق لصاحب الصوت يجب ألا يتنازل عنه. ومن شروط هذا التقديم، تعريف الناخب بنفسه وبخلفيته على كل مستوياتها، الأسرية والمعرفية والفكرية والاقتصادية، وهذا حق كامل للناخب، الذي عليه أن يتأكد أن هذا المرشح إنما يشبهه وقادر عن التعبير عنه.
أما على مستوى النضج المتوقع من الناخب والذي على الإعلام أيضا دور في تنميته، فيكمن أولا في تشجيع الناخب لإدراكه بأهمية أن يستغل الفرصة التي مُنحت له -تلك الفرصة التي ينتظرها كل أبناء الوطن ويترقبوها بكل شغف- وليعرف أنه بصوته إنما يمثل ما يقارب أربعة أشخاص آخرين لم يكن لهم نصيب في أن تكون أسماؤهم في اللجنة الانتخابية وعلى أمل أن تكون مستقبلا -وأنا واحدة منهم-؛ وبالإضافة إلى ذلك دفعه ليعرف ويحسن اختيار من سيرشحه، فلا تلك الصور ولا طنطنة الأسماء عبر الدعايات المنتشرة وسيلة اختيار أمينة، بل عليه أن يجتهد وبأمانة في البحث عمن يشعر به و بمعاناته التي يواجهها في حياته اليومية ومع مختلف القطاعات.

رسالة:
لن يشعر بي إلا من هو مثلي، وعلى الجميع أن ُيدرك أن من سيصل إلى القبة الخضراء لن يمثل إلا من يشبهوه، وكيف يمكن أن نصدق مرشحا يدعو بالتوطين فيما لا يعمل في شركته الخاصة أي مواطن إماراتي؟! وكيف لنا أن نحترم من ينادي من أعضاء المجلس الوطني بأهمية ترسيخ الهوية الوطنية فيما كل أبنائه لا يتحدثون إلا باللغة الانجليزية ولا يحترمون شيئا من تفاصيل تاريخهم؟! وكيف سيعبر مرشحا عن معاناة أبنائنا في المدارس الحكومية وينتقد السياسة التعليمية في حين أن كل أبنائه في مدارس خاصة؟! وكيف لنا أن نقدر فكرة يطرحها عضو مجلس على الحكومة حول أهمية العمل على تعديل التركيبة السكانية فيما عدد الخدم والعمالة في منزله أكثر من عدد أفراد أسرته؛ أو أن أصدق عضوا ينادي في المجلس بأهمية تمكين المرأة فيما هو يرفض تعيين النساء في إدارته؟! أو كيف سأقتنع بحديث مرشحة عن غلاء المعيشة وارتفاع أسعار السلع الأساسية فيما تقطر من أعلى قمتها إلى أخمص قدميها بالماركات؟! قس على ذلك تناقضات لا حصر لها، وعلى المرشحين أن يثبتوا عكسها بإظهار سيرهم الذاتية وإنجازاتهم الشخصية والعملية وكذلك طبيعة وظائفهم. لأننا فقط عندما نشعر أنكم نحن،، وقتها فقط نستطيع أن نمنحكم أصواتنا.


Als.almenhaly@admedia.ae