عندما كتبت قبل أيام عن البرنامج الذي قام ببث أغنية عراقية بعد هزيمة منتخبنا أمام العراق، لم أكن أنتقد سوى حالة حدثت خلال برنامج صوت الملاعب، ولم أكن أتصيد الأخطاء للقائمين على البرنامج الذين أكنُّ لهم الاحترام، وأدرك قيمة العمل الذي يقومون به لإيصال الصورة للمستمعين بشعارهم المعروف تسمع وكأنك ترى. واليوم لا أغير أقوالي أو أنفي كلامي ولا زلت مصرا على أن القائمين على البرنامج جانبهم الصواب في تلك الحالة، على اعتبار أنه إذا كان الفائز هو الشقيق العراقي، فإن الخاسر هو منتخب الإمارات، كما أن المذيع الشاب عبدالله إبراهيم أخطأ ولم يحسن التعامل مع المتصل الذي أبدى اعتراضه على بث الأغنية. وإذا كان القائمون على البرنامج والمذيع جانبهم الصواب في ذلك الموقف، فهذا لا يعني أن ما فعلوه بلغ حد الإجرام حتى نجردهم من الوطنية أو أن نصدر عليهم حكم الإعدام، وما حدث يمحوه قيامهم بتوجيه الاعتذار إلى جماهير الإمارات على الخطأ التقديري غير المتعمد، كما أن الاعتذار يغلق كل ملفات القضية إلى الأبد. ولم أكن أتوقع أن يستغل البعض ما كتبته للصيد في المياه العكرة والهجوم على شباب الإمارات الذين يبذلون جهودا هائلة من أجل تقديم خدمة متميزة لجمهور المستمعين الذين ارتبطوا بهذا البرنامج منذ سنوات وأصبح متنفساً لهم يساهمون فيه بآرائهم وينفثون فيه همومهم. كلنا نخطئ ويخوننا التقدير أحياناً، ولولا الخطأ لما عرفنا الصواب، وكم هو جميل بعدها أن نعتذر، وكم هو أجمل أن تتسع القلوب وتقبل العذر. الاعتذار يزيد من قدر الإنسان ولا ينقصه، و”صوت الملاعب” برنامج مميز يقوده مخرج متمكن وشاب إماراتي طموح هو خالد المعمري، كما أن المذيع الشاب عبدالله إبراهيم لم يكابر عندما أخطأ فبادر واعتذر ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر. Rashed.alzaabi@admedia.ae