في عمل جبان وخسيس من أعمال أعداء الحياة، لقي العشرات حتفهم وأصيب عشرات آخرون من أبناء الشعب المصري الشقيق في الاعتداء الإرهابي الذي شهدته مدينة الإسكندرية يوم أمس الأول.
لقد أراد أعداء الحياة بتلك الفعلة الغادرة والخسيسة أن ينالوا من مصر الكبيرة، والشامخة بوحدتها الوطنية وروح التسامح والتعايش الذي جبلت عليه تلك الأرض الغالية منذ الأزل، منذ أن ظهرت للوجود، وجريان النيل الخالد على أديمها.
هكذا هم أعداء الحياة، يخرجون وسط الظلام، لينثروا الرعب والدمار والموت، ويروعوا الآمنين، من أجل أن ينعقوا فوق خرائب أفعالهم الخسيسة والدنيئة.
الفعل الجبان الذي أقدموا عليه فجراً، لم يكن يستهدف كنيسة القديسين في ثغر مصر الباسم، فحسب وإنما كان يهدف للنيل من أمن واستقرار مصر، وهم يدركون أن أمن واستقرار أرض الكنانة هو أمن واستقرار أمة بأسرها. لقد كانوا يريدون بفعلتهم الرعناء الدنيئة النيل من ذلك كله. إلا أن مصر بحكمة قيادتها ووعي شعبها دوما تخرج من المحن والشدائد قوية متماسكة، لا تنال من إرادتها ومواقفها ومتانة نسيجها ووحدتها الوطنية مثل تلك الأعمال الشريرة الحاقدة، من أفعال أعداء الحياة الذين لا يريدون لمصر وأهلها أن تمضي هكذا بقوة و ثقة نحو استقرار تزدهر في أفياءه مقومات الحياة الكريمة.
لقد اعتقد الذين يقفون وراء هذه الجريمة النكراء في أول ساعة من العام الميلادي الجديد أن باستطاعتهم العبث بأمن واستقرار دولة راسخة الوجود عظيمة الكيان كمصر. وهم يعتقدون أن استهداف دور العبادة سيطلق ويؤجج شرارة نجاح مخططهم الإجرامي الخسيس. إن أمثالهم لا يستوعبون متانة وحدة مصر وقوة الوشائج بين أبناء مصر من مختلف الأديان، ومقدار الالتفاف الشعبي بينهم حول خطوطهم الحمراء التي لا يسمحون لأحد الاقتراب منها كائنا من كان، وفي المقدمة من ذلك الوحدة الوطنية.
لقد كان خبث توقيت العمل الجبان والهدف الذي اختاره منفذو العمل الجبان لجريمتهم الدنيئة حافزا للمزيد من التلاحم والاصطفاف الوطني بين أبناء مصر، ومن خلفهم أشقاؤهم العرب في كل مكان.
وعلى مر العصور قديما وحديثا كانت كل محاولة للنيل من الوحدة الوطنية في مصر، تحرق أصابع الأقزام الذين يقفون خلفها، وتخرج مصر قوية شامخة، لأن سر قوتها يكمن في وحدتها ونهج التسامح والتعايش الذي قامت عليه منذ الأزل.
لقد كانت هذه الجريمة الجديدة لأعداء الحياة أمام كنيسة القديسين موضع رفض واستنكار وتنديد كل إنسان يحب الحياة والقيم الإنسانية ناهيك عمن يكن لمصر الحب والتقدير والاحترام، وهي مدرسة للتعايش والتسامح منذ بواكير الحياة على أرض النيل. وبالقدر الذي أثارت فيه هذه الجريمة الألم في قلوبنا، إلا أنها جسدت قوة أبناء مصر ووحدتهم الوطنية وتلاحمهم عند الشدائد. خاصة عندما يريد عابث أن يختبر وحدتهم بعمل حقير وجبان كما ذلك العمل الذي أرادوا أن يبدأوا به العام الجديد.
قلوبنا دائما مع مصر.. داعين المولى جلت قدرته دوما أن يحفظ “المحروسة” بعينه التي لا تنام.

ali.alamodi@admedia.ae