كنت محظوظاً أمس الأول وأنا أستمع إلى البرنامج الرياضي في إذاعة نور دبي «روحك رياضية» والذي يقدمه الزميل والصديق العزيز كفاح الكعبي، والذي يعتبر متنفساً مهماً للجماهير يبثون من خلاله همومهم ويدلون فيه بآرائهم التي تكون أحياناً أكثر جرأة وموضوعية مما يطرحه الكثير من النقاد وتعبر بصدق عن نبض الشارع الرياضي. واستوقفني اتصال ذلك المستمع الذي طرح قضية نادي الشارقة وإقالة المدرب قبل بداية الموسم وذكر اسم جمعة ربيع، وعندها عقب عليه الزميل كفاح الكعبي بتلك الجملة: «تبحثون عن مدرب ولديكم جمعة ربيع»، ولا أدري لماذا استوقفتني تلك الجملة وأطربتني وظلت ترن في أذني، أو بالأحرى أدري تماماً لماذا استعذبتها وأحببتها، وكأنني أقول لنفسي كما قال طيب الذكر ارخميدس يوماً ما «وجدتها وجدتها». لديهم وبين جدران ناديهم يتواجد شخص اسمه جمعة ربيع فعلاً ثم يبحثون في الخارج ويفتشون عن شخص ولديهم من هو أفضل منه أصلاً، هذا المدرب الوطني ابن نادي الشارقة الذي صال وجال كلاعب وساهم في صناعة عصر الإنجازات الشرقاوية، ثم عندما امتهن التدريب أبدع وتألق وكانت له بصمات مؤثرة مع الشارقة والمنتخبات الوطنية. هل نسوا آخر بطولة وآخر كأس دخلت الخزانة الشرقاوية والمدرب الذي جاء بها، وهل تناسوا الآسيوية وملحمة الهلال السعودي الذي تعرض لأقسى خسارة في تاريخه على يد نادٍ إماراتي وبخماسية وقاد الفريق حينها إلى الدور ربع النهائي وكان يقود الشارقة يومها مدرب اسمه جمعة ربيع، فما الذي يبحثون عنه طالما أن الشخص المطلوب موجود ويرونه يومياً بين جدران النادي. لم يحقق البرتغالي كاجودا طموحات الشارقة ولم يستمر مواطنه ازينها لأطول من مرحلة الإعداد، وبدأت الإدارة في البحث عن البدائل وتم طرح أكثر من اسم حتى تم التعاقد مع الروماني تيتا، ولكن هل فكرت إدارة الشارقة في الخارج بهذه الطريقة لدرجة أنها نست أو تناست من هو بالداخل وكان الأقرب بل كان الأنسب. هل سيحقق تيتا طموحات الجماهير الشرقاوية وهل سيقود الفريق إلى منصات التتويج، بالتأكيد لا والتفكير بهذا الشيء هو ضرب من الجنون، فالفريق ينقصه الكثير حتى يفكر القائمون عليه هذا التفكير، ولكن الفريق بحاجة إلى ارخميدس جديد يفكر ملياً ويقرر فعلياً ويرى الأمور على حقيقتها عله يصيح «وجدتها، وجدتها». مسك الختام: «تبحثون عن مدرب ولديكم جمعة ربيع»، قالها كفاح الكعبي بعفوية، قالها بتلقائية، وبعد مقولة كفاح توقف القول أو ليس هو صاحب الكلمة الشهيرة «أقووووول». Rashed.alzaabi@admedia.ae