لم يكن احتفاء أبناء هذا الوطن بإنجار مشروع الخط الأخضر لمترو دبي، مجرد احتفاء بانتهاء مشروع استراتيجي حضاري عملاق، بعد أن تم افتتاح مرحلة الخط الأحمر منه في مثل ذلك اليوم منذ عامين في09.09.2009. وإنما احتفاء بإرادة صلبة وروح التحدي والإصرار ميزت إنسان هذا الوطن، وقيادة أبحرت به ومعه لتحقيق وتنفيذ كل ما من شأنه توفير الخير والرفاهية له، وتعزيز مكانة بلاده على الساحة الإقليمية والدولية، حتى أصبحت على ماهي عليه اليوم من رفعة وعزة ورخاء وازدهار. وهي تلك الروح التي أكد عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسموه يدشن الخط الأخضر يوم الجمعة الماضي، ويعلن “ أن التحديات واجهت الكثير من الناس، خاصة في الأزمة العالمية التي يعيشها العالم، لكن كثيرين اختفوا أو اضمحلوا أو وقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه التحديات، بيد أننا في دولة الإمارات، والحمد الله استطعنا تجاوز الصعاب والفترات العصيبة بالمزيد من الصبر والإنجازات الحضارية التي سيشهدها العالم ويشهد لنا قدرتنا على مقارعة التحديات والأزمات، والتي من رحمها تولد الإنجازات وتحقق النجاحات في شتى الميادين”، مؤكدا عدم تأجيل أي من المشاريع الخاصة بالقطاعات الصحية والتعليمية والإسكانية في الدولة، لأنها “تمس حياة واستقرار المواطنين وسعادتهم، وهذا كما قال سموه “ما لم نوافق عليه كقيادة لأن المواطن أولا”. مبشرا أبناء وطن البشارات والإنجازات بمفاجآت في الطريق على الصعيدين التنموي والاقتصادي”. ويستعيد المرء عقب تدشين المرحلة الجديدة من هذا المشروع العملاق الذي تحول الى معلم حضاري يميز “ دار الحي”، ما حمل من التحدي وإصرار يؤكد قدرة أبناء الإمارات على خوضه التحدي، والمشروع المعلم يرى النور وفق البرنامج الزمني المحدد له في الموعد المحدد له. ويتذكر كيف أراد البعض تحويل الإنجاز الحضاري الذي يعد مفخرة للإمارات بأسرها إلى مادة وموضوع للنيل منه ومن دبي، وانطلقت كثير من أصوات التشكيك وأصحابها ممن احترفوا وتخصصوا في محاولات تثبيط عزم رجال أخذوا على عاتقهم قبول التحدي وإنجاز المشروع الأول من نوعه في منطقة الجزيرة العربية في موعده المحدد. كان “القصف الإعلامي” ينهمر من كل حدب وصوب، يريد النيل من الإنجاز وما يجري من مشاريع عملاقة طموحة. ولكن إرادة الرجال فاجأتهم، فكان الإنجاز الحضاري العملاق الزاهي في وطن يزهو بقيادته وإنجازات أبنائه. وقد تناسى هؤلاء أن التحدي والعزيمة والإصرار من ملامح الشخصية الإماراتية، حيث تاريخ الآباء والأجداد قصة كفاح متصل في أزمنة شظف العيش، لتسطر من بعدها ملحمة تدون في كتب التاريخ حول قصة بناء أجمل الأوطان. 09.09.2011 كان رسالة من الإمارات للعالم بمقدار التزامها لكل ما يحقق الخير والرخاء لمواطنيها، ورسالة التزام بمواصلة مسيرة البناء والتنمية والرفاهية، وكما قال راعي الاحتفال البهيج عبر محطات المناسبة “بلادنا تستحق منا الجهد والعمل، وشعبنا قادر على الإنجاز والإبداع”. فهنيئا لوطن البشارات والإنجازات بقيادة خليفة وإخوانه الميامين. ali.alamodi@admedia.ae