رفعت الستارة وعم المكان تصفيق الحضور وتصفيرهم بمجرد ظهور نجوم الكوميديا على خشبة المسرح، بدأ العرض الذي تعالت معه قهقهات الجمهور ورسم على وجوههم ابتسامات تتمدد بمرور الوقت لتتحول إلى ضحكات، على خشبة هذا المسرح الساخر الذي طلما أسعدنا. نقف لنبحث عن ابتساماتنا المسروقة في عجلة الزمن. فمن خشبة المسرح انطلق المضحك المبكي نجيب الريحاني وغيره من نجوم المسرح. المسرح لا يقتصر على الضحك فقط بل هي ثقافة تدخل مجتمعاتنا وتعالج مشاكلنا بشكل سلسل ساخر يحل الكثير من همومنا بقالب فكاهي جميل. وهو كالكثير من الأعمال الفنية يبقى في الذاكر ويستخدمه الناس في حياتهم اليومية كبعض المصطلحات الشهيرة مثل “أنا بخاف من الكلب يطلع لي أسد”، أو “كل واحد يخلي بالو من لغاليغو” لعادل إمام في مسرحية “شاهد ما شفش حاجة”، أو “أي أي أي ..أي أي ...” لانتصار الشراح في مسرحية “باي باي لندن”، ينتهي العمل المسرحي ونحمل هذه الجمل معنا لتخفف علينا مما نمر به من مواقف في حياتنا. المسرح ليس كله فكاهياً ولكنه من أقرب أنواع المسرح إلى نفوسنا، فمن منا لا يبحث عن المرح والضحك والسعادة وإن كانت نسبية. لن أدخل في أنواع المسرح ولكن سأكتفي بالحديث عن الجزئية القريبة من الجمهور كافة المسرح الفكاهي أو الكوميدي “الشعبي” الساخر الذي كان يخفف من حدة الأحداث التي نحياها. لا أعرف لما قلت الأعمال المسرحية في الوقت الحالي، فمعظم الأعمال المسرحية المعروضة على القنوات هي تلك القديمة رغم جمالها، ولا ٌيمل منها غير أنها تحاكي القرن الماضي. النجاح يعني الاستمرار والمسرح العربي كان الأكثر تألقاً على مدى سنوات طويلة إلا أنه اختفى أو ربما عروضه غدت تقام بلا جماهير، لما غدت كراسي المسرح خاوية وخالية من أي متعة؟ لماذا الهروب من المسرح؟ أين هي الأعمال المسرحية؟ “أبو الفنون” هكذا أطلقوا عليه توارى عن الأنظار في هذا القرن، ولم يعد هناك من يضحكنا ويزرع الابتسامة على وجوهنا أو حتى يزيل عنا هموم يوم طويل مفعم بالأحداث. أو لم تشد ليلى مراد “أضحك كركر أوع تفكر حلوه الدنيا زي السكر”؟ ameena.awadh@admedia.ae