منذ بدأت الحملة الإعلامية لمرشحي المجلس الوطني الاتحادي، الذين ملأت اعلاناتهم الصحف والشوارع، أخذت أجري بحثي لأجيب على سؤالي المشروع من هؤلاء المرشحين، فالتقطت شريحة من تلك الأسماء وبالتحديد، كل المرشحات في إمارة - لا داعي لذكرها - مثلن تقريباً 30 بالمائة من المرشحات النساء للمجلس الوطني على مستوى دولة الإمارات، لأجد نتيجة جعلتني أعود لتجربة خاصة بي كنت قد خضتها عام 2000 واستمرت معي حتى نهاية عام 2008.
خلال السنوات الثماني تلك انشغلت بكتابة «البروفايل» حول أي شخصية نسائية ألمحها في تقرير تلفزيوني أو حتى أسمع صوتها في أي تقرير إذاعي، أو ذُكر اسمها في تقرير صحفي، وبمجرد أن ألتقط اسمها أبدأ ببحث قد يستمر ليالي حتى أعرف كل شيء عنها، نشأتها، بيئتها، وضع أسرتها وعمل أبويها، وخلفياتها الاقتصادية، وتوجهاتها الفكرية، وتوقعاتها المستقبلية، عالم لا ينتهي من المعلومات التي كانت تجعلني بعد الانتهاء من البروفايل، ولمئات المرات أعتقد أني كنت في زيارة شخصية لهذه المرأة وأنها أطلعتني على كل أسرارها.
لم يكن الأمر بالسهل، ولكنه ليس بالمستحيل؛ فعندما نتحدث عن ناشطة حقوق إنسان أو عضو في حزب أو مرشحة في انتخابات، لا يمكن إلا وأن تجد لها آلاف المستندات التي ورد اسمها فيها، بداية من نشاطها المدرسي فيما لو كانت ممن يشاركن في الصحافة المدرسية، لغاية ما كتبته عنها الصحافة في أخبار خاصة عنها وعن أسرتها أو عامة، ناهيك عن الصفحات الشخصية والصور التي لا عدد لها والتي توفرها المؤسسات التي تعمل فيها عبر الشبكة الدولية؛ هذه القراءات العامة بمثابة أرضية صلبة مكنتني باستمرار من الكتابة.
بالتأكيد أشعر بالزهو كوني من خلال انشغالي بما يزيد على 320 شخصية نسائية أنتجت كتابين، وتعرفت إلى تجارب وأفكار من كل قارات العالم لا عدد لها، وخبرة جعلتني أملك المقدرة على قراءة الناس وإمكاناتهم وإلى حد ما توقع ما يمكن أن ينتج عنهم، أو على الأقل هذا ما أعتقده. هذه الملكة التي خرجت بها من تلك التجربة، أجدها الآن تذهب هباء الرياح، في الفترة التي أحاول فيها عمل قراءة خاصة ببحثي الطويل في أسماء المرشحات اللاتي اخترتهن كعينة مثلن أكثر من 30 بالمائة من أسماء المرشحات النساء على مستوى دولة الإمارات.. ليبقى سؤالي الهزلي في هذه المسألة الجادة.. من أنتم؟!


سؤال؟
كيف لي كناخب أن أختار شخصاً يمثلني في المجلس الوطني الاتحادي لأربع سنوات مقبلة، كي يعبر عن أحلامي وأفكاري ويصرح ويقترح ما احتاجه ويناقش ما أتوجس منه، ويقترح ما أتمناه، فيما لم يقدم لي معلومة واحدة عنه تجعلني أعرفه، سوى اسمه الخماسي الذي ورد في اللائحة الانتخابية؟!


Als.almenhaly@admedia.ae