هل سينام العالم غداً متوتراً، كالذي يتقلب على جمر الغضا، ويستيقظ ويده على الزناد “أي حركة سيضرب في المليان”، لا يهم إن كان عدواً أو صديقاً من أصحاب الرهاب أو الأعصاب أو من منفذي الإرهاب، معظم الناس يعتقدون أن السيناريو قد يتكرر في مكان ما، وربما بخسائر أقل، بعضهم الآخر يراهن على أن أميركا لا تلدغ من جحر مرتين، أما الغالبية العظمى من سكان الأرض المسالمين، فيتمنون من الذين يطلقون عليهم إرهابيين، أن يكفوا هجماتهم الانتحارية، مثلما يتمنون من زعيمة حكومات العالم وتوابعها، أن يوقفوا الرهاب عند الناس، وفي مؤسساتهم، كيف يمكن أن نتخيل نومة رأس الرجل المطلوب رقم واحد في أميركا ليلة ذكرى البرجين طيلة السنوات المنصرمة؟ هل توسد عمامته وحصيرته في ذاك الكهف الموغل في البعد والمسافة؟ وكيف نام رأس الرجل الأول في أميركا؟ هل تغطى باللحاف الأبيض في البيت الأبيض، وأذنه مع خط الهاتف الأحمر الساخن؟ ربما تراءت لهما كوابيس الأحلام الليلية في نومهما المتقطع، حالماً كل منهما بالآخر أو ربما بدوا متبادلي أدوار الحياة والسلطة، أما أكثر الناس قلقاً وتوتراً واستنفاراً وتحفزاً فهم رجال وسائل الإعلام، تلك التي تنقل الحرب اليوم مباشرة من ميدانها ليستمتع الجمهور المشاهد بفن لعبة الحرب بحكامها ولاعبيها، كثيرون سيذكرون ذكرى من رحلوا بدمع سخين، وقد توغر الصحف والأفلام المعادة قلوب أهالي الناس الضحايا، موسعة الشق بين الأنا والآخر، الأنا أو الذات ستكبر محصنة بالخوف ونزعة التمدن والتحضر، والآخر سيكون عنواناً للشر، ورمزاً للتخلف والهمجية، ان الرهاب الذي تعيشه اليوم أميركا ومطارات العالم، يقابله إرهاب جديد هو من صنع أميركا، مصدراً للعالم لفرض الهيمنة والسيطرة والتبشير بقوى الخير، مقابل قوى الشر عند الآخرين؛ لذا تناست من كانت تطالب بدمه الساخن سنوات طويلة باردة، قضاها بين باكستان وأفغانستان، متذكرة صديقاً - عدواً تناسته في العراق مدة 12 عاماً، لتعود وتتذكره، واعدة جنودها المارينز بنزهة إلى بغداد، وإحضار الصنم الأوحد.
لقد بقي من يوم 11 سبتمبر طرف خفي هو المستفيد الأوحد، ظل كشبح يقبع في زاوية بعيدة معتمة، لذا من مصلحة حابكي اللعبة ان كانت هناك لعبة أو خدعة على رأي المؤلف الفرنسي (تيري ميسان) صاحب كتاب الخديعة الكبرى أن يبقى الشبح متوارياً، واعداً الجميع بالحضور حين تشاء آلهة الحرب، فهل نشهد من جديد تباري القنوات الفضائية في إثبات الحقائق التي تأخرت أعواماً أو في نفي مزاعم الطرفين، يبدو أننا مقبلون على اختراقات إعلامية وتسريبات أمنية، حال كل عام في ذكرى يوم مشهود زلزل العالم، وحرك بعض ثوابته، كالقناعات الإنسانية والأممية الكبرى، فهل تكون نذير حرب ستقرع لها الطبول؟ أم تدفن الملفات مع أنقاض البرجين؟


amood8@yahoo.com