يستدعي كل شيء ما يُشابه شيئاً منه، ليتمثل بأحلى ما فيه من خلاله، حتى أن بعض ما نعتمد عليه يتفوق علينا وجوداً وتعبيراً، بادئاً في إنشاء عالمه الخاص. يحدث ذلك انقلاباً أو ثورة في السياسة بما لا يُحمد عقباه للبعض، ويحدث في العِلم ويُحمد عقباه، واختصاراً ومن الناحية البشرية تستقيم الأمور بجانبيها السيئ والجيد على مبدأ: “الأيام دُوَل”. أما من طرف عالم الحيوان فقانون الغريزة الغابي ليس له منازع فلسفي غير ما استقر عليه أمر المنطق الحيواني الأوحد. وكذلك الطبيعة وعوامل الإفراز الباطني لعملها، والتعرية من ظاهرها. القائمة طويلة، لكن الانقلاب العسكري الذي قامت به أدوات الزينة بكل تنواعاتها على الإنسان، هو من أجمل أنواع الثورات في التاريخ. ولنحصي بعض أشكال الزينة مثلاً لنرى، كيف يقودنا ذلك إلى ماهيتها في ذاتها، ومن ثم ماهيتها في تجاوزها لدورها التي اُكْتشِفت به من أجله، ألا وهو وضع الإنسان وإظهاره في أحلى حُلَّة يتصور بها نفسه، وليتباهى روحاً وأعضاءً بما يملك من قدرات، وليعطي ما يملك لمن يُحب، وليُظهر على الوجود مآثر لذائذه. الأحجار الكريمة، الماس، المرآة، الذهب، العاج، الملابس، العطور، الإكسسوارات، الكريمات، المكياج من “اللون المُفْرِط” في تعبيره على الوجه، إلى “اللون المُذّنَّب” الذي يهمي بوجوده دون أن يغادر. وهلمجرا من كل ما صَرَّح الإنسان من خلاله بمواطن مغرياته وشهواته. لقد بدأنا في إعلاء شأن وجودنا الجمالي، حتى أصبحت أدوات الزينة متحكمة فينا، ولا ضير في ذلك، فهي جزأ لا يتجزأ من طبيعة خلقنا، فلتاريخ الطب والدواء أيضاً نفس سيرة التحكم تلك، ولا حدود بالتالي لكل ما أصبح يتحكم فينا وهو من صنعنا، لكننا لا يمكن أن نتجاهل أن سبب ذلك هو سُنة أو سمة التراكم التاريخي، فملف جهنم الأرضي يبدأ من اكتشاف النار المجردة حتى الطاقة النووية وما أبعد منها. يتبقى لي هنا “عالمٌ من الزينة” طالما أشعرني بمفهوم كلية الوجود منذ الطفولة؛ دون أن أدرك لماذا، إلا أن الأمر واضح وضوح بيان حضور هذا العالم، فـ”الدانتيلا” هي هذا الحد الفاصل بين ظاهر وباطن. الدانتيلا مرتبطة باستخداماتها لإضفاء عالم على العالم، وتحال على الأنوثة بسبب من المقام المُتخفي للأنوثة، فهي تطريز للشفافية وليست إظهاراً لها. إنها سِتار ليس بستار. ولنرى تعالقها مع النوافذ والأسرة والطاولات وفساتين الأعراس، وتطعيم ملابس النساء بها عند الأكمام والأكتاف والصدر، وبعض أغطية الرأس المصممة لإسدالها على الوجه. إن سِحر كل ساحر يكمن فيما يخفيه لجلبه مرة ثانية، أو في جلبه من عدمٍ. هذا هو إذن مفهوم الخيط الرفيع بين حياتين، وهذا أيضاً ما يبعث على التلصص من جانب إلى جانب، وهذا ما يجعل للجبال قاعدة وقمة، وللبحار شاطئين. ??? إيه يعني عصفوره بتزقزق، وهِيَّه مش طايره ما المطر م السما بينزل حواديت مش حايره مريم على قزاز الكنايس، مش هِيَّه مريم والغرام ف القلب، مش هُوَّه الكواكب السايره eachpattern@hotmail.com