كان أحد المواطنين في مدينة “خليفة” يستعد للخلود للنوم، عند منتصف الليل استعداداً ليوم عملٍ جديدٍ، ليفاجأ بطرقٍ شديدٍ على البوابة الخارجية للفيلا، ورنين جرس الباب لا يتوقف، خرج بسرعة ليستجلي الأمر ففوجئ بعابر سبيل يشير بيده إلى (الطبيلة) “مظلات المنزل” التي بدأت تلتهمها النيران. ولولا لطف الله وسرعة التدخل لكانت النيران قد امتدت للسيارات المتوقفة هناك، ولربما انتقلت إلى المنزل. وبعد أن هدأ روعه عرف الرجل أن سبب الحريق لعبة جديدة بدأ يقبل عليها بعض شباب الحي، وهي صينية المنشأ يقومون بجلبها من السوق الصيني في دبي أو عجمان، تشعل فيها النيران لتنطلق كالبالون، وُتحلق في السماء كاللهب الطائر قبل أن تسقط في أي مكان.
إن هذه الواقعة تكشف لنا مجدداً وجود العديد من الألعاب الخطرة التي تتوافر في تلك الأسواق، وهي غير مرخصة أو مسموح بتداولها لما لها من خطورة على السلامة العامة.. وتصوروا معي لو أن هذا “اللهب الطائر” قد سقط فوق محطة للوقود أو ناقلة للغاز!
ولعل هذه اللعبة الجديدة من أحدث الألعاب الخطرة التي وصلت إلى أيدي هذه الفئة من الشباب الذين تستهويهم أدوات خطرة يعبثون بها لملء أوقات فراغهم.
وقبل هذه الواقعة، تابعنا ضبط الشرطة لأحداث وشباب يلهون بأدوات خطرة، كأولئك الذين وجهوا أضواء لعبة ليزرية خطرة على قائد مروحية كانت في مهمة إنقاذ، ومن قبل أيضاً ضبطت أجهزة صعق بتيار كهربائي عالٍ، وغيرها من الأدوات الخطرة التي تتسلّل إلى أحيائنا السكنية عبر الأسواق الصينية أو من خلال مروجي تلك السلع الذين يجوبون على طريقة “الليلام” هذه الأحياء بحقائبهم الملأى بالأشياء الدقيقة الصغيرة.
“ليلام” زمان كان بسيطاً بساطة الأحياء القديمة وساكنيها، يحمل “بقشة” فيها أقمشة وعطور رديئة، ولكن “ليلام” اليوم يطرق الأبواب، وهو يحمل بضائع ممنوعات، أبسطها أجهزة الهاتف المقلدة وأخطرها أسطوانات مدمجة بها أفلام منسوخة وأخرى إباحية، ويعرض خدمات غير أخلاقية يعرفها الجميع باسم “المساج” أو العلاج الطبيعي!!
إن واقعة “اللهب الطائر” تدعونا لتجديد الدعوة إلى أجهزة مراقبة الأسواق في بلدياتنا لمتابعة كيفية تسلل هذه الأنواع من الألعاب الخطرة، وتشديد الحملات التفتيشية وتكثيفها إلى أوكار توزيع هذه السلع في الأسواق، وبالذات في المركزين الصينيين اللذين تبدو البضائع في واجهات بعض محالهما بريئة، بينما هي مجرد واجهات تخفي خلفها ممنوعات من ألعاب وأدوية وعقاقير تتاح للمراهقين والأحداث الجاهزين للدفع الفوري. بعض هذه العقاقير وما يدعى أنه مقويات تمثل خطورة مباشرة على حياة مستخدميها.
كما ندعو الآباء وأولياء الأمور لمراقبة أبنائهم وتوعيتهم بعواقب استخدام ألعاب خطرة تدخل إلى البلاد بصورة غير قانونية وممنوع تداولها، وعليهم تشجيع الأبناء على الاستفادة من وقت الفراغ بما هم مفيد لهم ولأسرهم ومجتمعهم، فلحظات ما يعتقدون أنه لهو بريء قد تنقلب في أقل من ثانية إلى نتائج كارثية، والله نسأل السلامة للجميع.


ali.alamodi@admedia.ae