للإعلام رسالة سامية، ودور مهم وحيوي في حياة المجتمعات والشعوب، ومحلياً ساهم إعلامنا، بمختلف فئاته، المقروء والمرئي والمسموع، في النهضة الشاملة للدولة، ولم يتخلف عن الركب أبداً، بل كان سباقاً، وقائداً، وفي الصف الأول، والمقدمة دوماً، لتنفيذ توجيهات وتطلعات ورؤية القيادة الرشيدة للدولة، التي لم تدخر جهداً لدعم العمل، والقطاع الإعلامي، وما الثمار والنجاحات التي حققها إعلامنا إلا نتيجة لهذا الدعم الكبير.
ومن القرارات التاريخية لدعم القطاع الإعلامي بالدولة، قرار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعدم حبس الصحفيين، وهو ما رفع سقف الحرية لدينا بشكل كبير، وإن كان هو كذلك، وبدد هذا القرار التاريخي مخاوف البعض من طرح قضايا مهمة، وفق المعايير المهنية للصحافة، كما نعتز نحن الإعلاميين بالمساحة الشاسعة، وسقف الحرية العالي الذي يتمتع به إعلامنا، مما يتيح لكل الزملاء العمل بكل حرية، ما داموا ملتزمين بالمهنية والحرفية بالحياد، وملازمين للحقيقة.
ولقطاع الإعلام المسموع دور لا يمكن أن نغفله، أو نتجاهله، رغم تطور صناعة الإعلام، وسيطرة الإعلام الإلكتروني، إلا أن الإعلام التقليدي، وخاصة المسموع لا يزال يسجل حضوراً، ويفرض نفسه بقوة على الساحة، ويحجز لنفسه مساحة كبيرة من مختلف شرائح المجتمع، وهنا لن أتحدث عن الإعلام الترفيهي، والقنوات الترفيهية التي لا تعد ولا تحصى، وقد تكون اقتربت من أن تكون قناة لكل فرد بالمجتمع، لكن كما قلت هو شأن لا يعنيني، وما يعنيني واود الحديث عنه، هو نجاح، وصمود البرامج الإذاعية الهادفة رغم ما يشهده الإعلام من تحول وتطور، وتوجه نحو الإعلام الإلكتروني، فصمود البرامج الهادفة والبناءة يستحق الإشادة والثناء، واستمراريتها تأكيد ودليل قطعي على نجاح ما يقدمونه، والجهود التي تبذل خلف المايكرفون لم تذهب هباءً منثوراً.
ومن أكثر البرامج الإذاعية نجاحاً وشعبية، برامج البث المباشر التي تحرص عليها أغلب، إن لم تكن جميع قنواتنا الإذاعية، التي تتواصل مع كافة شرائح المجتمع يومياً، وتكون حلقة الوصل بينها وبين المسؤولين، مما أكسبها شعبية كبيرة، وبات الكثير من أفراد المجتمع ينتظر هذه البرامج الأكثر من رائعة، والناجحة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، ومنها برامج ستوديو واحد بإذاعة أبوظبي، والبث المباشر بإذاعة الشارقة، وراديو الرابعة من عجمان، فلهم جميعاً ولغيرهم من الإذاعات التحية والشكر والتقدير على الجهد الكبير الذي يبذلونه، والنجاح الباهر المنتزع من ساحة تعج وتكتظ بالبدائل والمنافسين.
والتهنئة للقائمين على برنامج استوديو واحد بإذاعة أبوظبي مضاعفة، ويستحقون وساما خاصا لدورهم وجهدهم الحيوي الذي يبذلونه، وهم يحتفلون بمرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيس هذا العملاق الإعلامي المبدع، وما نجاحاته وسبقه وتواصله اليومي بين مستمعيه والمسؤولين، إلا وساما جديدا يتقلده القائمون على البرنامج، لإيصال رسالتهم التنويرية السامية إلى الجميع.


m.eisa@alittihad.ae