السرعات الجديدة المطبقة في شوارع أبوظبي 60 و80 كم، يعني مثل الذي يعاقب المتعقل بذنب المتسرع، فالمتعقل والواعي، وهم فئة كبيرة من مستخدمي الطريق، ولا يمكن أن يتجاوزوا السرعة المعقولة، لأن هذا من طبعهم وأخلاقهم في القيادة، وهم دائماً قادرون أن يوازنوا بين حركة السير ونوعية الشوارع وسرعتهم العقلانية، أما المتسرع والمستهتر، فهما ينتميان إلى فئة قليلة من مستخدمي الطريق، ولا تهمهم كثيراً تلك اللافتة التي تلزمهم بسرعة محددة، اليوم.. حين ترى السيارات وهي تمشي الهوينا في شوارعنا الواسعة بسرعة 60 كم، مسببة الازدحام والطوابير المتتابعة، والتراص عند الإشارات الضوئية، تعتقد أن أرتال السيارات أشبه ما يكون بقطيع بوش يمطيها الممطي استعداداً للـ”ريس”، فلا يعقل أن تكون شوارع بأربع خانات وفي كل 500 متر هناك إشارات ضوئية، والسرعة المحددة فيها بـ 60 كم، والله ليس هناك من متضرر مثل أصحاب السيارات الـ”ثمانية سلندر” التي لا تعترف بتلك السرعة، وتشعر بها واقفة أو عاجزة، ولو ظل سائقوها “يعزم” ويقرأ عليها ما مشت، ومع الوقت ستتعتع من كثرة الكربون الذي في صدرها، أقول لكم بصراحة.. لو يستوردون لنا سيارات تمشي بسمن الدار أحسن لنا ولهم.. عاد 60 كم، هذا عقاب للعقّال!
- ليتهم يقيدون سرعة سيارات الشحن الصغيرة المختلفة الـ”بيك آب”، وسيارات أسطوانات الغاز، والحافلات الصغيرة، ويطبقون عليها سرعة الـ60 و80 كم في شوارع المدينة، ترى السيارة تحمل أثاثاً قديماً أو “سيخين” حديد وكيس جبس أو بابين مخلّعين بطريقة غير مهنية، ولن يركبا بسهولة أو “كنديشن” مقلوع من بيت شعبي قديم، وسيركب في بيت شعبي أقدم منه، وتجدها تزاحم، وتزمر، وسائقها مستعجل، ويتخطى السيارات، ولا تعرف إن كان حاملاً ما تراه أو كنافة وخائفاً عليها أن تبرد في الطريق!
- المواطن العربي من سمع كلمة الخصخصة، واقتصاد السوق، وهو مندهش لا يعرف متى سيخصصون له الوقت الكافي والمال الكافي للعناية به، وكل عمل المسؤولين خصخصة هنا، وخوصصة هناك، حتى بات المواطن العربي خائفاً أن يخرج من باب بيته لكي لا يخصخصونه!
- أتساءل كثيراً، وأتعجب أكثر، كيف المواطن تكون اتصالات تطالبه بعشرة آلاف درهم، وإلا واحدة من هالحريم مشتكية عليه، وإلا بنك يطالبه بسداد فوائد القرض بعدما دفعه مرتين، وبسبب 20 ألف درهم “يرمّ” في السجن، وأولئك الأجانب الذين يسرقون البنوك بالملايين، وينصبون على الأفراد والشركات بالملايين، ويلعبون بالبيضة والحجر، و”يهفّون الأولي والتالي” وتسمع أنهم خارج البلاد أو سافروا وما أحد “درا بهم” أو أنهم يعيشون في الخارج متنعمين بما سرقوه أو سهل لهم ليسرقوه منا!


amood8@yahoo.com