لم أعثر على كلمة أخف وطأة وأقل حدة من كلمة “فشلتونا” أصف بها الحال، ولو كانت جميع كلمات المقال عبارة عن تكرار لكلمة “فشلتونا” فلن تشفي غليل الجماهير الوفية التي حضرت تمني نفسها بالانتصار ولم تكن تدرك أنها على موعد مع “جمعة العار”. منتخبنا الوطني سقط في مواجهته أمام الكويت، ولاحظوا أنني استعملت مفردة سقط ولم أقل خسر فشتان الفارق بين فريق يؤدي ما عليه وفي النهاية يخسر وتلك هي كرة القدم، وفريق توافرت له جميع عوامل النجاح ومع ذلك بدأ بداية مرتبكة وكانت خطوطه مفككة، ولم ينجح في ليلته تلك سوى جماهيره فقط أما الفريق والمدرب فكلاهما سقط. “فشلتونا” ونحن الذين راهنا عليكم وخذلتمونا، فكنتم أشباحاً في الملعب وكان الفارق كبيراً بين الروح القتالية والرغبة في الفوز لدى لاعبي “الأزرق”، والصورة القاتمة والروح الانهزامية والاستسلامية التي ظهرتم عليها، وما هو أشد نكاية من الهزيمة خروج قائد الفريق بعد المباراة ليقدم للجماهير درساً في القناعة مطالباً إياها بتقبل الخسارة لأنها جزء من كرة القدم وهذا صحيح، ولكن أن يصدق نفسه ويلوم الجماهير على رغبتها الدائمة في الفوز فهذا الكلام الذي ليس على ما يرام ولا يجب أن يمر مرور الكرام. “فشلتونا” وكانوا يطالبون الجماهير بالحضور إلى الملعب والقيام بدورها الوطني في تشجيع المنتخب ومؤازرته، وعندما حضرت الجماهير وشاهدت أبيضها يترنح فخرجت حزينة، لم يتكبد أحد المطالبين عناء تقديم الاعتذار إلى هذه الجماهير، ومع ذلك لو فعلها أحد واعتذر فلن تقبل الجماهير العذر، فلا عذراً بات ينفع ولا مبرراً أصبح يشفع، ولأن ذريعة الغياب الجماهيري لم تكن متوفرة فعلى جهابذة التبريرات الآن البحث عن ذريعة أخرى. الجميع يتحمل مسؤولية الهزيمة من اتحاد ولاعبين وجهاز فني ولكن النصيب الأكبر يجب أن يكون على اللاعبين الذين لم يكونوا على قدر المسؤولية في الملعب وكذلك خارجه، وكم كانوا بائسين وهم يتجاوزون القنوات الشرعية ويخرجون في وسيلة إعلامية ليعلنوا من خلالها أنهم لا يطيقون مدربهم، وكم كانوا خائفين مرتعشين عندما لم يذكروا أسماءهم آنذاك، وكم كان اتحاد الكرة متهاوناً إلى حد التقصير عندما ترك الموضوع يمر دون مساءلة، رغم أن الكلام كان في منتهى الخطورة وفي توقيت غير مناسب بالمرة، أما السلوفيني كاتانيتش فحكايته حكاية وحالته حالة ولن تكفيه مجرد مقالة. قبل الختام: “فشلتونا” وكان ظهوركم محبطا وأداؤكم مخجلا، “فشلتونا” ولم تعد هناك مساحة لذا فغداً نكمل. Rashed.alzaabi@admedia.ae