منذ قرابة الشهرين، وأنا غائب عن هذه الإطلالة اليومية عليكم، فقد كنت كما كنتم، في حالة بيات صيفي، اعتدناه أو اعتادنا، نستريح فيه من موسم شاق، كان الأصعب والأكثر ثراءً، بعد أن أطلت علينا أحداث كثيرة وفي كافة الاتجاهات. ولكن حالي كحال غيري، وبرغم هذا «البيات» إلا أننا كنا نتابع كل صغيرة وكبيرة في وسطنا الرياضي، وبالرغم من أنني باشرت عملي منذ فترة طويلة، إلا أنني كنت أبحث عن عودة للزاوية في يوم مميز، واخترت «واهماً» أن تكون صبيحة مباراة المنتخب مع الكويت في التصفيات الآسيوية لكأس العالم هي الموعد، وكنت كالكثيرين، يداخلني الأمل في أن تكون العودة بالمنتخب «وردية»، بعد أن بتنا نختلف فقط في كيفية الفوز وليس تحقيقه، وبأي عدد من الأهداف يكون، وبعد أن باتت كل الأمور مفروغاً منها، باستثناء الجماهير، التي نشكك فيها دوماً ونحثها دوماً، ونبدو في أوقات كثيرة وكأننا “نغصبها” للذهاب إلى الملعب، ومع انطلاقة المباراة، حضر الجمهور ورسم مشهداً طيباً في القطارة بمدينة العين، ولكن الآفة، ظلت كما عرفناها، فقد غاب «الأبيض»، وقدم مباراة فيها سلبيات الكرة كافة. كل ما في المنتخب كان دون المستوى، ولولا أن السماء كانت رحيمة بنا لخسرنا خسارة، ربما لعجزنا عن النهوض بعدها، بعد أن تبارى لاعبو الكويت في إضاعة الفرصة تلو الأخرى، فتلك في العارضة، وهذه تخرج من حلق المرمى، وهكذا، وتقلص الحلم الذي كان يراودنا شيئاً فشيئاً، حتى بات التعادل هو الحلم، ولكن كيف، والأزرق حقق كل ما يريد، بل وبات لديه متسع لكي يستهتر لاعبوه فيهدوننا هدفين، هما عطية الأشقاء، أكثر منهما بفعل براعة لاعبينا. كنا ننتظر المباراة، نعنون في مخيلتنا العناوين، ونقول إننا في انتظار «عيدية اللاعبين»، ولكن من أين يأتي اللاعبون بعيدية ليست معهم، من أين يأتون بها؟ وهم على هذه الحالة التي أقل ما توصف به أنها مفككة وبلا ملامح، وأجدني أتساءل مع غيري: زين وماذا كانوا يفعلون طوال الأيام السابقة؟ وإذا كان ما رأيناه أمام الكويت بالعين هو ثمرة الإعداد والتجهيز والتخطيط، و«سهر الليالي» من «كاتانيتش» ومن معه، فكيف ستكون الحال لو أننا لم نستعد، أو لو أننا نبني فريقاً، مثلما قالها الأشقاء في منتخب الكويت قبل المواجهة. والآن: قد يسأل سائل: فيمن تكمن الأزمة؟ وعن نفسي، أراها تكمن في الجميع.. اتحاد الكرة الذي أصر على كاتانيتش بالرغم من أنه لم يفعل شيئاً يسوغ له هذا البقاء، وفي المدرب، الذي جلس يضرب أخماساً في أسداس، دون أن يجد وسيلة للتعامل مع فكر جوران، وفي اللاعبين الذين لا ينقصهم شيء حتى يسعون لشيء، وحتى في الإعلام الذي يتهمونه دائماً بالتقصير. كلمة أخيرة: عذراً عزيزي القارئ، أنساني ما حدث أن أقول لك كل عام وأنت بخير، فليس ذنبك ما فعله الأبيض، لكني أظنك مثلي.. تعاني منذ أمس الأول من ذات الكوابيس التي تتكرر في التصفيات. mohamed.albade@admedia.ae