كان أحمد سعيد مدير الكرة بالجزيرة في قمة الغضب وهو يدلي بتصريح لإحدى قنواتنا الرياضية في أعقاب فوز فريقه على العين أمس الأول.. الغضب كان بسبب التعامل الإعلامي مع تراجع فريق الجزيرة.. ووصفه للأمتار الأخيرة من مسابقة الدوري بأنها أصبحت بمثابة عقدة متكررة من عام لعام تقف حجر عثرة أمام إحراز الجزيرة للقب الأول.. أحمد سعيد ألمح إلى أن هناك من يستهدفون الجزيرة ويشنون حرباً نفسية ضده.. وأن هناك من تمنى خسارته أمام العين وتوقعها وبفارق كبير من الأهداف، وصب أحمد سعيد غضبه أيضا بعد الإعلام التلفزيوني على الصحافة المقروءة، وقال: انظروا إلى المساحات والمانشيتات ! باختصار كان مدير الكرة بالوحدة يريد أن يقول “لا تمدحوني .. فقط اتركوني في حالي ! “ وشخصياً كنت ألتمس العذر للمتحدث.. فقد كان في داخله بركان من الغضب انفجر بعد فوز فريقه على العين.. إنه من نوعية البراكين التي يشعر أصحابها بالظلم أو عدم التقدير الجيد من قارئي الأحداث أو أصحاب الأحكام المتسرعة أو الذين يصدرون الإحباط للآخرين من دون قصد ولا أريد أن أقول من دون وعي ! ومن يريد الحقيقة عليه أن يعلم أن الفوز الجزراوي الأخير على العين ليس مجرد ثلاث نقاط.. إنه أكبر من ذلك بكثير.. لقد كان الجزيرة في هذه المباراة لا يرد على المشككين.. بل كان يرد على نفسه ! كان يريد أن يثبت لنفسه أولا أنه تجاوز أوهام الأمتار الأخيرة الذي يتحدثون عنها دائماً ويحاربونه بها.. وكأنهم كانوا ينتظرونها لكي تبدأ أحاديث التراجع المستمرة من عام إلى عام ! فوز الجزيرة على العين وما أدراك ما العين على ملعبه وبين جماهيره التي ضاق بها الملعب قبل ساعتين من انطلاق المباراة.. ومن بعد خسارة الصدارة وبفارق ثلاث نقاط من الوحدة لا يعني سوى شيء واحد، وهو أن الجزيرة أصبح مختلفاً عن ذي قبل وأن هذا الموسم يختلف عن سابقيه حتى لو لم يفز بالبطولة.. فهو وإن خسرها ستكون لأسباب غير نفسية “ ليس لها علاقة بأمتار أخيرة أو خلافه”.. ولا عيب أن يخسر فريق -أي فريق- البطولة لأسباب تخص قوة المنافسة أو أن هناك فريقاً آخر يستحقها أكثر منه من الناحية الفنية. آخر الكلام لو كانت الحكاية عم قدرة على الثبات في الأمتار الأخيرة لما فاز الجزيرة على العين في هذا التوقيت بالذات. ? ? ? ? إذا كنا قد هاجمنا المدرب براجا وحملناه المسؤولية الأكبر في خسارة فريقه أمام الوحدة من دون أن ننال منه كمدرب كبير .. فإنه استوعب الدرس بسرعة فائقة وكان أحد أسباب فوز فريقه أمام العين. ? ? ? ? بقيت كلمة أخيرة لابد من ذكرها الآن فهذا حق الوحدة – بصرف النظر عمن سيفوز في النهاية – الوحدة حالياً هو صاحب القرار والحل والربط في أمر البطولة لأنه يتصدر بفارق نقطة.. وبالمناسبة فهو يستحق التهنئة الكبيرة على إمكانية التعادل مع الشباب.. فقد كانت “مصيدة “ وليست مجرد مباراة ! .. والنقطة بعد “الديربي” وجهده العصبي والبدني، وبعد مشوار الجهد الخارق الذي استمر ثلاثة أسابيع بواقع مباراة كل ثلاثة أيام، تعتبر نقطة ثمينة بكل المقاييس.