بصراحة بعض النساء، ونقول البعض التي لا تفيد الكل، وتفيد أحياناً الحصر، لأن عيون النسوان تخطف على “بعض” مثل البرق، وتعتقد أنها هي المقصودة من دون نساء العالمين المتعاملات مع جهاز الـ”Bb”، فحين قلنا قبل أسبوع إنه أعمى عيونهن، كتبت إلي واحدة لا تعترف بـ “بعض” رسالة رقيقة جداً: “بصراحة.. ياخوي تراك غلطان وايد، وايد، وظلمتنيه، لأن مش كل البنات زي بعض أو كل اصبوعك وحده، أنا مثلاً استعمل البلاك بيررري صار لي سنة ونص، وما عمى عيوني، بل بالعكس طاحت من عيوني كل المبايلات” بالله عليكم شو تقول لمثل توتو وأخواتها، هذه التي صار لها تستعمل البيررري سنة ونصف، بس ما استعملت عقلها مرة واحدة! تلك مقدمة، توطئة، استهلالة، لكي لا تخطف عيون الناس على “بعض” مثل البرق، ويخشّون عسهم فيما لا يخصهم، بعض النساء تكون جميلة - هنا بعض تغيظ حقاً، الود ودهن يكن كلهن جميلات- وما شاء الله عليها، ويأتي الشيطان ويوسوس في أذنها، فتقوم بنفخ جفونها، وتغدو مثل الوحَرَة، تسمع مصاصرة البنات، وتعتقد أنها عليها، فتخطف على حواجبها، وترققها وترفعها بشكل قوس، وتصبح مثل جوداي المحارب، تسمع أن خَدّويّ براطمها مكتنزة وتجنن، فتسارع إلى إبر الحشو، وتهديل البراطم، ولا سدّها بعد، قامت ورفعت الشفة العليا قليلاً، وغدا فمها مفتوحاً على الدوام، ومبرطمة دون ما سبب، غدت مثل الصفصوف يوم يفك فمه طلباً لقطرة ماء شحيحة، تسمع أن قصة “الكاريه وألا كارسون” تطلع مع الرقبة الطويلة مذهلة، فتركض آخذة بنصيحة محمد عبده، وتجزّ شعرها الغاوي، لين يظهر عليباها، وظهرت الوسوم ورزّة الداس في الرأس من يوم الصغر، ومن يوم الياس وغسول السدر، بعدها تندم أيما ندم، وهات ودونك، تقوم تلقّط من الشعر اللوث، إلا وصلة، إلا شعر ترجيبة، ويوم تضيق بها الدنيا، خصلتين بنفسجي، وخصلة برتقالي، وشعرتين فيروزي، وشعره حمراء، ويغدو الرأس مهرجان، تسمع أن فنانة كانت في زيارة خاطفة إلى بيروت، فتشك في الزيارة، وأنها تصور فيديو كليب في هالبرد، وتتيقن أنها كانت عرضة لرياح النفخ والتكبير والتغيير، بدليل الـ”نيو لوك” الذي ظهرت فيه على غلاف المجلة الأخير، فتسرع غير متثاقلة إلى عيادات بيروت التجميلة، ومن جان إلى زغيب إلى ريمون، وكل عيادة تنفخ من قتر، وهذا الطبيب يخيط من برّد، وهيدا الحكيم يجّبن من برّد، ويوم ضوت البلاد ما أحد عرفها، حتى جدها اللي خف بصره، نكرها وقال: أكرم تكون هاي مريفة بنت ولديه غانم، هاي أمرّة هب من بذرنا!