بالأمس كنا على موعد مع وداع حزين آخر، بخروج المنتخب القطري الشقيق من الدور ربع النهائي أمام “ساموراي اليابان”، بعد أن خسر بثلاثة أهداف لهدفين، وكان هو صاحب المبادرة التهديفية مرتين، وفي الوقت الذي ظننا فيه أن الأمور دانت للعنابي بعد طرد أحد لاعبي اليابان وتقدم قطر، إذا بالساموراي يظهر وجهاً آخر، رافضاً أن تمضي الأمور نحو وجهتها الطبيعية، ومصراً على اقتناص الفوز والتأهل وقد كان. وللحقيقة، فقد قدم لاعبو المنتخب القطري عرضاً طيباً للغاية، أشبه بعروض«الأبيض» الأولى، فقد هددوا مرمى الفريق الياباني ولاح لهم العديد من الفرص، وظهر اللاعبون بروح قتالية، ومن بينهم سيبستيان سوريا الذي فعل كل شيء بالأمس وبذل مجهوداً خرافياً، فتحرك وأشعل الهجوم القطري، وكان عبئاً ثقيلاً على الدفاع الياباني وسجل هدفاً ملعوباً، ومعه أدى كل اللاعبين أدوارهم، غير أنه بعد طرد لاعب اليابان وتسجيل هدف العنابي الثاني بقدم فابيو سيزار، ظن لاعبو العنابي أن الأمور قد دانت لهم وأن الفوز قادم، فقل تركيزهم بعض الشيء، في الوقت الذي استحضر فيه لاعبو اليابان قوة إضافية، وجاء طرد زميلهم ليفجر طاقاتهم، وينطلقوا متسلحين بالسرعة واللياقة، والتعامل الجيد مع الكرة في أضيق المساحات، حتى تمكنوا من تسجيل هدفهم الثالث في حين كان من الصعب على الفريق القطري أن يعود ثانية، حتى وإن حاول حتى النهاية. بالطبع كان الخروج القطري أمس حزيناً، ليس لأهل الدوحة وحدهم، وإنما لنا أيضاً، فبعد أن تفلتت آمالنا منتخباً تلو الآخر، بات العنابي خياراً بديلاً لنا، نؤازره ونشجعه، من أجله ومن أجل نجاح البطولة، ولكن جاء الخروج ليلقي بظلاله على الشارع وعلى سوق واقف وعلى الحي الثقافي والمحلات وقد يمتد إلى المدرجات. وبالطبع سيكون السؤال بعد الخروج عن الجدوى من استمرار ميتسو بعد تلك الفترة الطويلة التي قضاها معهم دون أن يحقق إنجازاً، غير أن الأداء الذي قدمه الفريق بالأمس، سيجعل الناس حيارى، لا يدرون هل يهاجمون أم يصبرون؟، وهل يساندون بقاء ميتسو أم يطالبون برحيله؟.. فعلاً معضلة. بالأمس، وبعد أن خرج العنابي، زادت جراح الكرة الخليجية بانضمام ممثل آخر لها إلى من سبق أن ودعوا، وبالرغم من أن الأداء دائماً له أهميته، لكن الفوز عنوان يختزل كل شيء، والجماهير قد يرضيها أن تلعب سيئاً ولكن تفوز أكثر من الأداء الجميل دون محصلة وثمرة. كل ما نتمناه ألا يكون خروج العنابي خروجاً أيضاً لجماهيره من البطولة، فما زالت أمم آسيا بطولتهم، وما زالوا المعنيين بنجاحها، وقطر التي نظمت هذا العرس البديع، تستحق من الجماهير الآن، أن تلتف حولها، فقطر هي المنتخب وهي الأمل وهي الإبهار وهي عاصمة آسيا حتى السبت المقبل. كلمة أخيرة: الحزن ليس أبداً في أن تخسر، ولكن منتهى الحزن أن تشاهد 20 ألفاً يعودون أدراجهم في حسرة.. هذا ما تفعله بنا منتخباتنا؟. mohamed.albade@admedia.ae