لا تزال جماهير الإمارات تعاني تأثير الصدمة، التي خلفها خروج منتخبنا من الدور الأول في كأس آسيا، على الرغم من أن الفريق قبل قدومه إلى الدوحة، لم يكن مطالباً بالكثير على الصعيد التنافسي، وكان الحديث ينصب حول المهمة العسيرة، والمجموعة التي تضم إلى جانبنا منتخبات كبيرة. ولم يضع المراقبون المحايدون منتخبنا في دائرة اهتماماتهم، على اعتبار أن الكرة الإماراتية تعيش حالة الانحدار منذ سنوات، وكلما تحاول النهوض تعود إلى التخبط من جديد، ولم تكن نتائج منتخبات المراحل السنية لتغري هؤلاء المحايدين أو تغير العدسة التي يرون الأبيض من خلالها. ومع ضربة البداية وبعد العرض الجميل، الذي قدمه الفريق أمام كوريا الشمالية، بدأت كفة الميزان تميل تدريجياً لمصلحة الأبيض، الذي أضاع الفوز بعد مباراة رائعة فاكتفى بالتعادل، وفي المباراة الثانية أمام العراق واصل منتخبنا إبداعاته، وقدم عرضاً كامل الدسم، ولم يعبه سوى أن الفاعلية التهديفية تواصل غيابها، وكانت المشكلة الأكبر عندما تلقى الفريق هدفاً قاتلاً في الثواني الأخيرة. ومنذ البداية كانت معدلات التفاؤل تزداد شيئاً فشيئاً، ولكن بعد الهدف العراقي أحس الجميع أن الأبيض خارج لا محالة، حيث لم يتبق له سوى فرصة يتيمة، ولم تكن مقاليد الحسم في يديه بعد أن انتزعها أسود الرافدين، لتتحسر الجماهير على سوء الحظ، الذي صادف الفريق في الملعب، بينما من وجهة نظري أن هذا الحظ السيئ كان حاضراً من خارج الملعب. فقد تمثل في عناصر عدة، منها أننا لم نكن محظوظين بمواجهة كوريا الشمالية في البداية، فكانت أشبه بالخصم الغامض، والذي اكتشفنا مدى هشاشته مع مرور الأيام، فتحسرنا على ضياع نقاط تلك المباراة، وكذلك أننا واجهنا العراق، وقد كانت إيران قد ضمنت التأهل بعد فوزها على كوريا الشمالية، ويبدو أن مدربنا بعد تأهل إيران بدأ يفكر في التعادل مع العراق وإحالة مسألة التأهل إلى المباراة الأخيرة، على اعتبار أن إيران ستخوضها من دون دوافع قوية، فقد ضمنت التأهل والصدارة، كما قد تلجأ لإراحة العديد من اللاعبين، مما قد يزيد من حظوظنا في الفوز، وبالتالي التأهل. وهو ما حدث، فقد أراح المدرب الإيراني الفريق بأكمله، ولكننا لم نستفد من هذه الجزئية، لأننا لم نحصل على نقطة التعادل، التي حلمنا بها أمام العراق، لندفع ثمن الحسابات الخاطئة وسياسة اللعب بالنار، التي أراد كاتانيتش أن يجربها، بعد أن نجحت في كأس الخليج، ولكنها خذلته، وهذه المرة لم تسلم الجرة. Rashed.alzaabi@admedia.ae