جاءت قصة سندريلا مختلفة هذه المرة من خلال المسرحية البريطانية (سندريلا والحذاء الذهبي) التي عرضت بالمسرح الوطني في أبوظبي. هذه القصة الكلاسيكية والتي تداولتها العديد من الأعمال الفنية كانت على غير العادة، مبهجة ومشوقة منذ بداية العرض الذي جاء في فصلين ولمدة ساعتين، كان عملاً متسلسلاً ومتناغماً. والجميل في هذه المسرحية الاستعراضية هو تفاعل الجمهور والحوار الذي خلقته شخصيات العمل مع الجمهور. لوحات استعراضية أضفت جواً من السعادة والبهجة، بالإضافة إلى أن المشاهد أو الفقرات التي كانت تتحدث عن معاناة سندريلا كانت لا تتجاوز الثواني أو الدقيقة، فهي سرعان ما تتحول إلى مشاهد كوميدية أو ساخرة أو حوارات بين الشخصيات والجمهور. الجمهور حاضر في معظم فقرات العمل، فهو ليس متفرجاً فقط أو مجرد متلقٍ بل محاور فعال. «مسرحية الأطفال هذه جميلة» هكذا نطقت سيدة بجانبي، لا أؤمن كثيراً في التصنيفات لأنها تعطي محدودية للأشياء المصنفة، لذا أرى أن كلمة مسرح الطفل أو مسرحية للأطفال التي تلفظت بها إحدى المتابعات معي «سندريلا» ظلم للمسرحية التي جذبت كل من حضر هذا العمل الجميل، شخصياً تفاعلت مع كل الفقرات حتى نسيت أبناء شقيقتي الذين كانوا سبب حضوري. فكرت في مصطلح للأطفال، كل ما هو للأطفال هو للكبار والعكس غير صحيح، نحن كنا أطفالاً وما زالت أصوات الطفولة تسكن وجداننا، فنحن نراها في كل من حولنا من إخواننا وأبنائنا وأحفادنا. الطفولة لم تغادرنا بل نحن من نسيها أو تناساها، لكنها تشرق من فترة إلى أخرى لتغمرنا بالسعادة أو البهجة، كما فعلت بي مسرحية «سندريلا». حصول «سندريلا» على حذائها وأميرها، في نهاية المسرحية كان أمراً حتمياً، لكن الفقرة الأخيرة التي تحدث فيها أحد شخصيات المسرحية، عن حتمية هذه النهاية حملت تفسيراً جميلاً، حيث قال «احلموا.. وآمنوا بأحلامكم.. وستجدونها». طارت بنا «سندريلا» إلى عالم كنا جزءاً منه، فذهبنا إلى الغابة وجمعنا الحطب والتقينا بالساحرة وحصلنا على السعادة، حلقنا بعيداً عن الأرض بالعربة، ورقصنا في قصر الأمير، وغنينا ونسجنا الأماني، لنعود إلى ديارنا ونحن مسحورون ومحملون بالأحلام والقصص التي حلقت وما زالت تحلق بنا إلى عوالم وردية. عدنا أطفالاً نضحك مثلهم، ونبحر.. لم تعد أصوات صراخهم تزعجنا، لأن أصواتنا ارتفعت مثلهم تماماً. أمينة عوض Ameena.awadh@admeda.com