كل إنسان يولد بعقل سليم ما لم يولد معاقاً في جزء من دماغه، وهي حالات قليلة بل نادرة نسبة إلى أسوياء العقول. ورغم أن العقل أقوى وأعظم أداة ميزت الإنسان عن غيره من كائنات الطبيعة إلا أن الإنسان العادي لا يستخدم أكثر من 10% من هذه الطاقة الجبارة بينما تبقى 90% من هذه القدرة مهملة هاجعة (حسب تقدير العلماء). إذن.. إذا كنا قد ولدنا بطاقة عقلية جبارة هكذا فما الذي يجعلنا لا نستخدم منها أكثر من 10% حسب تقدير العلماء؟ هذا إذا كنا فعلاً نستخدم هذا المقدار من هذه الطاقة (وأنا في شك مؤكد من ذلك!) إذ لا يبدو لي أننا نستخدم أكثر من 5% لاستيفاء شروط الفطرة للبقاء على قيد الحياة. وإذا كانت أدمغتنا تحتوي على وظائف هائلة، فهي الجامع والخازن والضابط والمنسق لوظائفنا العقلية والجسدية، فما الذي يجعل من هذه الطاقة خاملة وهاجعة وغير مستثمرة في تطوير شخوصنا الفردية وواقعنا الشامل؟ إنها التربية أولاً بتعدد مساراتها العائلية والمدرسية والمجتمعية. ولأن هذا المثلث انبثق وتأسس على بنية ثقافية راسخة، مستتبة، متوارثة، متكررة، تسيجها أسوار شاهقة وشائكة يصعب اختراقها، بل اختراق بعضها هو الموت بجلاله! فإن طاقة عقولنا بقيت وسوف تبقى قيد الفطرة كما قيد الرهبة والخوف والتردد والقناعة بالحال الذي نحن عليه. لكن ما يدهش ويذهل أن توماس اديسون تمكن من اختراق الأسيجة وأيقظ 90% من طاقة عقله الجبارة ليضيء عتمة هذا الكوكب منذ أواخر القرن الثامن عشر الى أزمنة لن نعرف مداها. فمن هو توماس اديسون؟ لعله سؤال ساذج، فعموم الناس يعرفون انه مخترع مصباح الكهرباء والقلة منهم من تعرف أن توماس اديسون ذاك قد سجل له أكثر من 1090 براءة اختراع! فما الذي جعل عقولنا في خرع دائم ولا تخترع؟ أهي البلاغة ولسان العرب الذي يعرف الاختراع بأنه: اخْتَرَع الشيء: اقتَطَعه واخْتَزَلَه،. الاختِراعُ والاخْتِزاعُ: الخِيانةُ والأَخذُ من المالِ. الاختِراعُ: الاستِهلاكُ. ومرجعية هذا الاشتقاق هي خَرَعَ وتعني: الرخاوة في الشيء. والخريع: الضعيف. ..الخ.. من اشتقاقات تؤدي إلى نفس الدلالة كما يؤدي بنا الى الخرع من الاختراع! لكن أديسون “الغبي”! وفق رسالة المدرس الذي أعاده الى أمه بعد اشهر من دخوله المدرسة بوصفه غبياً لا يصلح للدراسة، فردت على الرسالة برسالة تقول: “ابني ليس غبياً، انتم الأغبياء!” والذي اخترع ـ وفق دلالة لسان التطور ـ دون ان يخترع ـ وفق معجم لسان العرب ـ يقول الكثير من الكلام والجمل منها: ‘’أن أمي هي التي صنعتني، لأنها كانت تحترمني وتثق في، أشعرتني أنى أهم شخص في الوجود”. “أنا لم أخترع أي من اختراعاتي بالصدفة بل بالعمل الشاق”. “اذا فعلنا كل الأشياء التي نحن قادرون عليها لأذهلنا انفسنا”. “النجاح 1% حظ و99%عرق”. “أنا فخور لأني لم أخترع أسلحة”. “أنا لم افشل بل وجدت 10 آلاف طريقة لا تعمل”. “نحن لا نعرف واحداً بالمليون من أي شيء”. “الآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء”. “لكي تخترع انت بحاجة إلى مخيلة جيدة وكومة خردة”. “اكتشفت 1000000 طريقة لا تؤدي لاختراع البطارية وحاولت 999 مرة لصناعة المصباح الكهربائي”...!!! hamdahkhamis@yahoo.com