يحتاج كل إنسان لقدوة يقتدي بها، من أب، أو أم، أو أخ، أو قائد، وعندما يكون المقتدى به قدوة حسنة تنهض الأمم كلها انطلاقاً من القدوة، فلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة تأسى به أصحابه الكرام فكانت منهم خير أمة أخرجت للناس. يقال إن لسان الحال أوقع من لسان المقال، وإن أثر العمل أقوى من أثر القول، فعلى سبيل المثال، لو قلت لابنك لا تدخن وأنت تضع السيجارة في فمك فكيف سيقتنع بذلك؟! غالباً ما يتخذ الأبناء من الآباء قدوة لهم، ويستغرب ويستهجن الآباء انفلات الأبناء من بين أيديهم وخروجهم على الطاعة أحياناً، مع أنهم ينصحونهم ويوجهونهم بالقول ليل نهار، وكما يقال قد نبت الشعر على ألسنتهم من كثرة نصحهم لأبنائهم، متناسين أنهم ينصحون وينهون عن أفعال يقومون بها هم أنفسهم فكيف سيقتنع الأبناء؟ والأُسْوَةُ والإسْوَةُ: القُدْوة. ويقال: ائتَسِ به أي اقتدَ به وكُنْ مثله. ويقال فلان يَأْتَسِي بفلان أي يرضى لنفسه ما رضيه ويَقْتَدِي به وكان في مثل حاله. والقوم أُسْوةٌ في هذا الأمر أي حالُهم فيه واحدة. والتَّأَسِّي في الأُمور: الأُسْوة، وكذلك المُؤَاساة. والتَّأْسِية: التعزية. أسَّيْته تأْسِيةً أَي عَزَّيته، وأَسَّاه فَتَأَسَّى: عَزَّاه فتَعزَّى، وتَأَسَّى به أَي تعزَّى به. وقال الهروي: تَأَسّى به اتبع فعله واقتدى به. ويقال: أَسَوْتُ فلاناً بفلان إذا جَعَلْته أُسْوته؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه، لأبي موسى: آسِ بين الناس في وَجْهك ومجْلِسك وعَدْلِك أي سَوِّ بَينَهم واجعل كل واحد منهم إسْوة خَصْمه. وتآسَوْا أَي آسَى بعضُهم بعضاً، وتَآسَوْا فيه: من المُؤَاساة، لا من التَّأَسِّي كما ذكر المبرد، فقال: تآسَوْا بمعنى تَأَسَّوْا، وتَأَسّوْا بمعنى تَعَزَّوا. ولي في فلان أُسْوة وإسْوة أَي قُدْوَة. وفي المثل: لا تَأْتَسِ بمن ليس لك بأُسْوة. وأسْوَيْته جعلت له أُسْوة، فإن كان أَسْوَيْت من الأُسْوة كما زعم فوزنه فَعْلَيْتُ كَدَرْبَيْتُ وجَعْبَيْتُ. وآساهُ بمالِه: أنالَه منه وجَعَله فيه أُسْوة، وقيل: لا يكون ذلك منه إلا من كَفافٍ، فإن كان من فَضْلةٍ فليس بمؤَاساة. وَأْتَسَى به أَي اقتدى به. ويقال: لا تَأْتَسِ بمن ليس لك بأُسْوة أي لا تقتد بمن ليس لك بقدوة. البحتري: أُسْوَةٌ للصّديـــقِ تَدْنُو إلَيـْهِ عَن مَحَلٍّ في النَّيلِ، عالٍ رَفيعِ وَإذا مَا الشّرِيفُ لَمْ يَتَوَاضَعْ للأخِلاّءِ، فهو عَينَ الوَضِيـــعِ Esmaiel.Hasan@admedia.ae