لو التقى أبو العز من بلاد العرب أوطاني مع المستر سميث البريطاني وذهبا إلى مستثمر أسترالي أو كندي، فنصف أولاد أبو العز سيتساقطون على الطاولة حلفاً بالكذب وتمتين الثقة قبل أن ينهي اجتماعه ومشاوراته، في حين سينتهي اللقاء دون أن يعرف الأسترالي أو الكندي أن للمستر سميث أولاداً أصلاً!
- العربي حين ينتقل في المكان أو الزمان، ينتقل كرحّال قديم ضارباً في تيه الصحراء، وينقل كل حاجاته واحتياجاته، وما لا يحتاجه، يذهب إلى أي مكان، فيكون جيرانه وأهله وزملاء عمله معه، على الأقل في رأسه وتفكيره، ولا يستطيع التخلص منهم ولو لبعض من فترات الزمن، فإن التقى ناصر مع الفرنسي بيير فينسنت فسيعرف الفرنسي في نهاية السهرة أن جيران ناصر سبعة، وأن ثلاثة من أولاد جيرانه، واحد فاشل في دراسته وواحد يتعاطى المخدرات وواحد هايت في بانكوك، بيير لا يعرف بالتحديد من يسكن في الدار المقابلة لشقته، ولا يهتم إن كانت جارته العجوز الإيرانية أو تلك الشغالة البرتغالية التي تبدو غنية بالذهب الذي تضعه بكثرة في يديها!
- الرجل العربي أينما ذهب يغني على ليلاه، رغم أن كل البنات عنده حلوين ولا ليلى ولا يحزنون، وأن لا بنت حقيقية سيقسم معها القمر، هو نص وهي نص، وليست هناك واحدة تمشي على كوبري عباس، وليست هناك واحدة من أهل الرياض حيث يدعي أنها أول غرامه، ولا من جماعة البر والمزيون، في حين الغربي يذهب حاملاً حقيبة يدوية وحقيبة صغيرة يجرها وتي شيرت، وبنطلون جينز، والباقي ذكريات إن تداعت في وقت تعبه وتأمله، وراحة باله، فحيّا بها وإلا فهي لمخزون الذات والذكريات، وليست للغناء الليلي عليها!
- يأتون آخر الليل، تسمع صريخهم وضحكاتهم المخمورة كل الغرف، يتناول أبو دم خفيف علامة عدم الإزعاج من على باب غرفتك لأنه لا يستطيع أن يعثر عليها في تطوحه الليلي وزغللة عينيه، كل ذلك لينام قرير العين فلا يزعجه أحد، في حين يقرع باب غرفتك ثلاث مرات حتى تكتشف السرقة الليلية، تنهض وتغادر وتعرف أن كل الغرف المجاورة بكّر أصحابها ما عدا تلك التي تقبع علامة عدم الإزعاج على بابها فتدرك أنه صاحبك، الذي ينهض متأخراً ويتذكر ضميره وسرقة الأمس، فيرجعها على بابك، وبالتالي حين تعود تجد الغرفة على حالها بلا تنظيف ولا ترتيب، فتتحلّف له، وتبقى يقظاً طوال الليل، وحين يعودون متأخرين يسحبون أقدامهم، ويحاولون أن يخفضوا من ثقل ألسنتهم، تخرج لهم وتلتقي عيناك بعيونهم، حينها تخرج كلمات الاعتذار الثقيلة سامحنا يا الأخو •• ترى والله حسبناك ألماني.. وإلا واحد من هالحمرّ!


amood8@yahoo.com