خلال أقل من أسبوعين لقي أربعة مقيمين عرب مصرعهم غرقا في خور رأس الخيمة فلم يكن الرجال الثلاثة والمرأة الذين ماتوا غرقا يسبحون وجرفتهم الأمواج بل أنهم جميعا ماتوا داخل سياراتهم بعد أن استقرت في قاع الخليج بعد لحظات من انحرافها عن الطريق والوقوع في البحر. فقبل أسبوعين وبينما كان موظف سوري يستقل سيارته على طريق كورنيش القواسم انحرفت السيارة لسبب غامض واعتلت الرصيف ومنه إلى قاع البحر، وتصادف أن كان هنال شاب قطري يمر بالمنطقة فحركته شهامته فقفز في البحر في محاولة لإنقاذ الشاب. وقبل أن يتمكن من فتح باب السيارة كانت الأمواج قد جرفته هو الآخر ليموت الاثنان متعانقين قبل أن تصل فرق الإنقاذ التي لم تتمكن من إنقاذهما. وقبل أن تجف دموع ذوي الضحايا، ومساء الاثنين الماضي تكرر المشهد على بعد كيلو مترين فقط من مكان الحادث الأول، فبينما كان الزوجان العربيان يقضيان وقتا على كورنيش القواسم وعندما هما بالانصراف وركبا السيارة، وبدلا من أن يتجه الشاب بالسيارة للخلف إذا به يقودها إلى البحر الذي كان على بعد أمتار ليستقرا جثتين في قاعه بعد ثوان. وقصص الغرق في البحر بالسيارات لا تتكرر كثيرا نظرا للإجراءات المتخذة من جانب الأشغال والبلديات حيث أن كل شواطئ إماراتنا مسورة، ولا يمكن الوصول إليها بالسيارات لكن لأن كورنيش القواسم لايزال تحت الإنشاء وهناك فتحات لم يتم إغلاقها بعد وقعت الحادثة الثانية، لكن الحادثة الأولى التي وقعت قرب حسر رأس الخيمة كانت غريبة حيث اجتازت السيارة الشارع المقابل والرصيف بعد انحرافها لتستقر في قاع الخليج فيما الحادثة الثانية وقعت بسبب عدم تسوير المنطقة وإن كان ما يشفع للأشغال أن المنطقة كلها لاتزال تحت الإنشاء. ومهما كان السبب في أي من الحادثين فقد فتحا بدون قصد ملفا يجب أن ينال اهتمام المسؤولين بالبلدية والأشغال من خلال وضع العلامات الإرشادية وأن تمنع وصول السيارات قريبا من البحر وأن تفرض البلدية غرامات على المخالفين خاصة وأن المنطقة التي شهدت الحادثين باتت الآن المتنفس الوحيد للأسر المواطنة والمقيمة ويقصدها آلاف الأطفال مع أسرهم أسبوعيا. وإذا كان الجميع يعرف أسباب حوادث الطرق التي قتلتها الصحافة والإعلام بحثا فإن حوادث غرق السيارات تعتبر جديدة على مجتمعنا، وإذا كان الحادثان اللذان شهدتهما رأس الخيمة في أقل من أسبوعين قد فتحا قصرا هذا الملف فأملنا أن ينال كورنيش القواسم الذي بدأ العمل على تجميله منذ سنوات اهتماما أكبر لتأمين مرتاديه مع التأكيد على أن قائدي السيارات الابتعاد عن البحر حتى لا يكون الضحية القادمة من الأطفال.