جولة أخرى «كاملة الدسم» تطل علينا اليوم، وتشمل المباريات الست، لتنهي الدور الأول من النسخة الثالثة لدوري المحترفين، والصراع في دورينا لم يعد قاصراً على إسدال الستار فقط، لكنه ممتد أيضاً إلى الدور الأول، بعد أن باتت بطولة الشتاء كما أطلقنا عليها تمثل مقدمات للبطل ومن حوله. وبعد عشر جولات مضت من المسابقة، بتنا على قناعة أن من ينشد المتعة والمستوى الثابت عليه أن يتجه إلى فريقي الجزيرة وبني ياس، ونتائجهما حتى الآن، أكبر عنوان لفريقين يمتلكان من الإصرار ما يبرر المقدمة التي يحتلها الفريقان، وصراع القمة الدائر بينهما بفارق نقطتين. واليوم يذهب الجزيرة إلى فريق دبي، في مواجهة بين الأول والعاشر، ويفصل بين الفريقين 17 نقطة كاملة، وهذا الفارق وحده يساوي إجمالي فريقين، هما دبي والظفرة اللذان يليه، بينما رصيد الجزيرة الكامل والبالغ 26 نقطة يساوي رصيد ثلاث فرق تقريباً، وهو ما يعكس الفارق الشاسع بين العنكبوت وأسود دبي، غير أن الجزيرة نفسه أكثر الناس دراية بأن هذه الفوارق لا يمكن الاعتداد بها في ذلك الصراع الشرس، وأشد ما يخشاه الجزراوية هم سكان أسفل الجدول الذين كلفوه من قبل ضياع البطولة بكاملها بعد أن اقتنصوا منه نقاطاً في غفلة منه تسببت في تأجيل الحلم الجزراوي. ودبي منذ الهزة الفنية التي تعرض لها عقب إقالة الرمادي وتولي المدرب البرازيلي المقاليد وهو يقدم عروضاً لا بأس بها، تقترن في أحيان كثيرة بالنتائج التي حصدت له منذ هذا التغيير نقاطه التسع، وبالتالي هو لن يكون صيداً سهلاً للعنكبوت. وفي المقابل، لا يريد الجزيرة أن تتوقف مسيرته وبعد أن أمضى عشر مباريات حتى الآن دون هزيمة، لن يرغب بالطبع أن تأتيه المسيرة من دبي، ويمتلك الفريق الكثير من الحلول التي تمكنه من تعزيز أحقيته للقب الشتاء الذي حصل عليه من قبل، ولم يعد ينقصه سوى أن يحافظ عليه حتى «الصيف». أما مطارد القمة، فريق بني ياس، فيذهب إلى الأهلي في مواجهة محفوفة بالمخاطر، يلتقي فيها «الفرسان» الجريح، ولن تكون النقاط العشر التي تفصل بينهما محل اعتبار كبير، فالمباراة على ملعب الأهلي ولاعبو الأخير يبحثون عن لملمة جراحهم ووضع حد للجدل الدائر في القلعة الحمراء والذي طالهم، ومعهم طال المدرب أوليري، ولا شك أن المواجهة تمثل تحدياً جاداً لقدرات السماوي ومدربه لطفي البنزرتي، وإذا كان الفوز على «العالمي» في الجولة الماضية يمثل قوة دفع لأبناء بني ياس، فإن الأهلي لن يقبل بسهولة التفريط في المباراة. ويلتقي النصر فريق اتحاد كلباء في مباراة يبقى باب المفاجآت مفتوحاً فيها، أما الوحدة فيذهب إلى الظفرة وطموحه العودة من هناك بالسعادة التي غابت عنه في الجولة الماضية، ويلعب الشارقة مع الوصل في لقاء متكافئ لا يمكن التكهن بنتيجته. ويبقى العين الذي يبدأ مرحلة جديدة، وإذا كان لتغيير الجهاز الفني دوماً أثره، فإن الزعيم بحاجة إلى ما هو أكثر من هذا التغيير. إنه بحاجة أولاً إلى أن تتبدل الظروف التي ألمت به منذ أن بدأت المسابقة، وأن يستحضر اللاعبون الحاليون روح العين الحقيقية، فهي القادرة على إسعافهم حتى وصول المدد من اللاعبين الجدد. كلمة أخيرة: مع انتهاء الدور الأول، ستكون بطولة «الشتاء» عنواناً لشكل الصراع على اللقب في «الصيف». mohamed.albade@admedia.ae