أحب الدكتور طارق الطاير ولكن اختلف معه، ولا تعارض بين الحب والاختلاف فالهدف واحد والمصلحة واحدة وعندما يتحدث فلديه وجهة نظر نحترمها، فهو مثال الشخصية الرياضية الإماراتية التي تدعو للفخر والإعجاب ويقود المسيرة الاحترافية المحلية بكل كفاءة، كما يمتلك كاريزما شديدة الجذب قريبة إلى القلب وعندما نختلف معه يتقبل الاختلاف بصدر رحب. وعندما يكثر الحديث بين الحين والآخر عن كأس الخليج، فهناك أناس ينظرون إلى هذه البطولة كما لو كانت شوكة في حلوقهم فلا يستطيعون ابتلاعها ولو كان الأمر بيدهم لشطبوها من تاريخ دول المنطقة على الرغم من أنها جزء من التراث الخليجي المتوارث وحق من حقوق المواطن الخليجي شأنها شأن التعليم والصحة. وطارق الطاير ليس مثل هؤلاء الذين يبحثون عن إعدام البطولة واستئصالها من جذورها ولكن لديه وجهة نظر حيث يطالب بإعادة النظر في نظامها، وقد يكون الدكتور مصيباً في وجهة نظره لأنه ينظر إليها من واقع مركزه كمسؤول أول عن العملية الاحترافية في الإمارات. فكأس الخليج لا تحصل على اعتراف الاتحاد الدولي ولا تدخل ضمن الأجندة الدولية ولكن ما حاجتنا إلى الاعتراف وما شأننا والأجندة فهي بطولتنا ننظمها ونؤجلها متى شئنا، هي هكذا نحبها كما هي ولا نريد أن نغير أنظمتها ولا أن نعبث بقوانينها، هي هكذا أحببناها بفوضتها ولا نريد ترتيبها، أحببناها بأزماتها وكل بطولة تحدث فيها أزمة تزيد من تمسكنا فيها. بعدما غزتنا المدنية وهجرنا البيوت التي نشأنها فيها وارتحلنا إلى مناطقنا العصرية الحديثة كاملة التجهيزات وشاملة المواصفات، نحنّ إلى المناطق التي نشأنا فيها وتربينا في أحضانها كما نزور بشكل مستمر “الفرجان القديمة” ونقف على أطلال البيت القديم، كذلك هي كأس الخليج مهما تغيرت مفاهيم اللعبة ومهما غيّر الاحتراف في عقولنا وأحدث الصدمات في تفكير لاعبينا، تبقى البيت الكبير لأبناء الخليج وتبقى جميلة مثلما هي بهوايتها وبدائيتها، بديوانية عيسى بن راشد وبمجلس أحمد الفهد. نحب أن نعود إليها كلما استعصى علينا الزمن أن نجاري تطوراته السريعة، تبقى هي الملاذ لنا نحن شعوب الخليج، فهي كالألم اللذيذ والذي كلما سدد طعناته في قلوبنا قلنا هل من مزيد. عفواً يا دكتور هي بطولة الأمراء والشيوخ، هي بطولة “حب الخشوم” أو بطولة التصريحات والإعلام، سموها كما شئتم، سموها ولا تمسوها، فمنها تعلمنا الكرة وتعلمنا كيف نحب بعضنا وألا نكره فقد تفرقنا الحدود وتجمعنا كرة. راشد الزعابي ralzaabi@hotmail.com