يستحق مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني التحية على جهوده وشفافيته في التعامل وطرح حاجيات الناس وهمومهم وما يحتاجونه من المجلس في ظل تخصصاته ومهامه، على عكس بعض الجهات التي دائماً ما تعمل على تلميع سمعتها، وتجميل صورتها أمام المجتمع والمسؤولين، ورفض التطرق لأي عرض أو ذكر أي سلبية عن مؤسساتهم أو طرح أي شكوى من عميل أو مرجع، ويعتبرون ذلك انتهاكاً لخصوصية المؤسسة أو الجهة الحكومية، التي هي في نظرهم ثكنة محرمة على الأقلام الاقتراب منها، وما يجب أن ينشر عنهم هو كل شيء إيجابي وحسن.
وما قام به مجلس التخطيط العمراني يعتبر نموذجاً للشفافية، والوضوح بإخلاص مع الجمهور والمجتمع، يعكس حرص المجلس للوصول الى نقاط الخلل والمشاكل التي تتطلب منه حلولاً، بأن وزع المجلس على الصحف كافة أمس الأول نتيجة دراسة حول المرافق المجتمعية في أبوظبي قام بها خلال الأشهر الماضية بهدف تقييم وعي المواطنين والمقيمين في إمارة أبوظبي بمرافق المجتمع الحالية، وحجم استخدامها وتحديد مدى الحاجة إلى إضافة مرافق أخرى حالياً ومستقبلاً، وشارك في الدراسة حوالي 11 ألف أسرة من المواطنين والمقيمين، وأظهرت أن 26 بالمئة من المستطلعين يرون أن المناطق التي يقطنونها تتمتع بأنواع الخدمات كافة التي يحتاجون إليها، في حين أشار 63 بالمئة من المشاركين إلى عدم وجود أحد المرافق أو أكثر، فلم يتردد المجلس في نشر الرقم الكبير من نتيجة استبيانه الذي يشير لوجود حاجة لمرافق خدماتية أخرى، وأن هذا الرقم كانت إجاباته سلبية، ولكن المجلس لم ينظر لها من هذا المنظور بل العكس رأي فيها طريقاً لمعرفة احتياجاته المستقبلية وما يجب أن يعطيه الأولوية وما يجب أن يقوم به خلال الفترة المقبلة، من تشييد مجمعات التسوق والمطاعم وأماكن الترفيه، والمتنزهات وساحات اللعب والرياضة ومراكز العناية الصحية، خاصة في المناطق الريفية التي شكلت الشريحة الأكبر من المشاركين.
كما أبرز الاستبيان حاجة كبيرة إلى توافر مرافق رياضية، وهو الطريق لمواجهة أمراض العصر المنتشرة بيننا نحن المواطنين كانتشار النار في الهشيم، وهي الضغط والسكري والقلب وهشاشة العظام وغيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالرياضة في سن مبكرة، أي أن العمل على إنشاء ملاعب وساحات لممارسة الرياضة من شأنه أن يخفف عن كاهل الدولة الكثير من الأعباء المالية التي تتكبدها في علاج المواطنين من هذه الأمراض المزمنة، وقد كشف الاستبيان رغبة الناس في الخروج من المنازل وزيارة الحدائق والأماكن العامة المفتوحة وهو ما يساعد على بناء أجسام صحية أكثر إذ ذكرت 30 بالمئة من الأسر المستجوبة بأنهم يزورون المتنزهات والحدائق ثلاث مرات أكثر من أي منشأة رياضية. وأوضحت الدراسة أيضاً حرص الكثيرين على استخدام المرافق المدرسية مثل المكتبة والقاعات الرياضية بعد انتهاء الدوام الرسمي.
إن التخطيط هو السبيل الأمثل لبلوغ الغايات بأقصر الطرق، وتحقيق الأهداف بأسرع وقت ممكن، فتحية لكل جهد مخلص لخدمة الوطن.


m.eisa@alittihad.ae