جاءت الأزمة التي فجرها نادي الإمارات بسبب عدم ترشيحه للعب كأس السوبر الألماني الإماراتي، لتكشف أننا في أحيان كثيرة، نفتقد أبجديات العمل، ونغالط أنفسنا، ومعها قد نغالط اللوائح والمسلمات، وإلا فليقل لي واحد فقط: لماذا حدث هذا، وهل مباراة «السوبر» تعني بطلي السوبر هنا وهناك أم «مباراة اكسترا»، وإذا كانت من مسماها لبطلي السوبر، فلماذا تجاهل الإمارات، وهو بطل الكأس والسوبر، وهل الأمر برمته من اختصاص الرابطة أم من اختصاص قناة دبي الرياضية، وكيف بدلاً من أن نمنح من يلعب المباراة مالاً، إذا بنا نطلب منه مالاً، وفي أي عرف هذا؟ تساؤلات كثيرة أصابتني بالضيق، وأنا أتابع المؤتمر الذي عقده نادي الإمارات أمس وتحدث فيه عدد من مسؤولي نادي الإمارات، سواء المهندس عدنان يوسف أو يوسف عبدالله البطران والمهندس يحيى جابر، وللحقيقة فقد كانوا أكثر منطقية في طرحهم من كل الأفعال التي تفرق دمها بين الرابطة وقناة دبي الرياضية. ما نعرفه منذ زمن، أنه إذا ما نظمت مباريات بهذا الشكل فإن جهة ما تكون خلفها، ومن المفترض أن تكون لها لائحة ثابتة ولا تتبدل كل عام، ولا أعرف لماذا طلب من نادي الإمارات أن يدفع 150 ألف دولار لتغطية جزء من نفقات النادي الألماني هنا، وإذا كان هذا المبلغ جزءاً، فكم إجمالي التكاليف، وهل استقدام فريق من 20 أو حتى 30 فرداً لليلتين، يحتاج إلى أكثر من 150 ألف دولار، ولو كان الأمر كذلك، فليستقدم أي ناد من أراد وليدفع تكلفة استقدامه للعب معه ودياً، وليس بالضرورة أن ننظم بطولة ونمهد لها ونصورها وكأنها في سجلات الفيفا. بالطبع هذا الطرح، لا يخص من قريب أو بعيد نادي الوحدة الذي وجد نفسه فجأة طرفاً في المشكلة، وافترض أنه طالما وصله خطاب فالمفروض أن كل الأمور لها «سيستم» ونظام، وعليه لا يسأل حتى إن وافق على اللعب، ولكن ما أقوله يخص من نظم المباراة التي ظهرت في يوم وليلة بلا أب ولا أم، فاتحاد الكرة ليس مسؤولاً عنها وليست مدرجة في أجندته، وهكذا تقول الرابطة، بالرغم من أن نادي الوحدة قال إنه تلقى خطاباً من الرابطة، فهل كان الخطاب بناء على خطاب الاتحاد الألماني لقناة دبي بترشيح فريق ليس أيضاً هو بطل السوبر هناك، بعد اعتذار البايرن بطل السوبر، أم أن الاتحاد الألماني طلب أيضاً أن لا يكون الفريق من دوري الهواة ؟ وللعلم أن الوحدة أكد أن الرابطة لم تطلب منه مبلغاً مالياً للعب المباراة، فلماذا كان طلب المبلغ من الإمارات. أنا مع الإمارات في كثير مما قاله، ولكني لست مع قراره برد كأس السوبر، لأن ذلك معناه أيضاً أن يرد المليون درهم التي سيحصل عليها مكافأة للقب، كما أنني مع الهدوء والتروي في مثل هذه الأمور، لأن الانفعال لن يقودنا إلى شيء، وإنما سيضر بالمكتسبات التي حققتها كرتنا. والآن، وأمام هذه «اللخبطة» الشديدة التي اكتنفت هذه المباراة، وأحاطتها بالجدل، فإن على كل الأطراف أن تتسم بالشفافية، وأن نعرف نحن والرأي العام الرياضي، من المسؤول عن هذا اللبس؟ وإذا كان اتحاد الكرة ليس مسؤولاً عن المباراة وليست في أجندته، فإن ذلك لا يمنع من تدخله الآن، فهو في كل الأحوال يمثل المرجعية لكرة الإمارات والبيت الكبير المنوط به رأب أي صدع وإزالة أسباب أي خلاف، وأول شيء عليه تصحيحه، هو تغيير مسمى البطولة طالما أنها ليست خاضعة له، وطالما أن المنظم هي قناة دبي الرياضية، فلتسمها مثلاً لقاء البطلين أو لقاء السحاب، أو أي لقاء .. المهم ألا يتخذ الصفة الرسمية حتى لا تتوه المسؤولية ويحدث اللبس مجدداً. كلمة أخيرة عندما تتوزع المسؤولية وتكاد لا تجد مسؤولاً حقيقياً.. تأكد أن في الأمر خللاً. إنه يظهر فقط حين تأتيك المفاجأة بمن لم تتوقع. mohamed.albade@admedia.ae