ظهر أمس فوجئ عدد من المواطنين الذين كانوا متوجهين إلى مدينة جدة، ولديهم حجوزات مؤكدة على رحلة “طيران الاتحاد” بأن عليهم الانتظار لأكثر من 12 ساعة، لأن موعد رحلتهم تغير من الواحدة والنصف ظهراً إلى ما بعد منتصف الليل، بحجة أن الشركة قررت استبدال الطائرة بطائرة من نوع أصغر، لا تستوعب العدد الباقي.
وكان الكثير منهم في طريقهم لأداء العمرة، والبعض منهم جاء من مدينة العين ومن خارج أبوظبي، ومقابل هذا الموقف والانتظار غير المفهوم عرضت الشركة على المتضررين نقلهم لفندق وتعويضهم بمئة دولار.
قد نتفهم إلغاء رحلة إلى إحدى محطات ناقلتنا الوطنية في أوروبا بسبب موجة الصقيع والثلوج التي تضرب القارة العجوز، ولكن أن تستبدل طائرة بأخرى أصغر من دون إشعار المسافرين إلا في اللحظة الأخيرة وأمام “كاونتر” التسجيل في المطار، أمر صعب تبريره مع تطور وسائل الاتصال الحديث. وهو يثير مجدداً قضية تعامل الناقلة مع من تحرص على تسميتهم “ضيوف الاتحاد”، ويثير أيضاً ما سبق أن تناولناه عبر هذه الزاوية من اختلاف في تعامل الشركة الوطنية ونوعية خدماتها من بين خط وآخر من الخطوط التي تقوم بتشغيلها سواء باتجاه محطاتها الخليجية أو العربية أو الآسيوية، وتلك التي تحلق باتجاه الشمال القصي.
لقد حرصت ناقلتنا الوطنية على الإعلان عن إلغاء رحلات “هيثرو” قبل وقت كاف جداً، وأعلنت عن تعليق رحلاتها إلى هناك حتى إشعار آخر، وحرصت على توفير أماكن إقامة لما لا يقل عن 600 مسافر خلال الساعات الثلاث وسبعين الماضية، ومع هذا لم يبلغ المسافرون على هذا الخط القريب بأن طائرتهم قد تم تغييرها بأخرى أصغر، وبالتالي أعيدت جدولة رحلتهم. بدلاً من الحضور إلى المطار ليكون المقعد والسفر على طريقة “من سبق لبق”، ولا وجود لحجوازات وترتيبات اتصال وإبلاغ مسبقة.
وقد ترتب على ذلك إرباك لجميع الأطراف، وبالذات للمسافرين الذين كانوا يعتبرون أن رحلتهم قائمة قبيل تلقي صدمة التأجيل عند “كاونتر” التسجيل، وفي اللحظة الأخيرة.
إننا عندما نشير إلى بعض المنغصات والاختلالات التي يتعرض لها “ضيوف الاتحاد” إنما ذلك من قبيل الغيرة على ناقلتنا الوطنية التي تحمل أغلى الأسماء في قلوبنا وترمز إلى اتحاد إماراتنا، والتي نتطلع دوماً إلى أن تكون الأفضل والأرقى تعاملاً، خاصة أنها من دون سائر الشركات في العالم تحرص على استخدام تعبير “الضيوف” عند الإشارة إلى مسافريها. ولعل من أبسط حقوق الضيافة أن يعامل الضيف بما يليق به من حسن تعامل واحترام وحرص على الوقت ومستوى الخدمة المقدمة إليه، لا أن يتعرض لمواقف ثقيلة الوطء، تعبث بكل ترتيبات السفر التي يكون المسافر قد وضعها لنفسه، خاصة أن الرهانات كبيرة وعريضة على دور ناقلتنا الوطنية في النهضة السياحية والازدهار الذي يشهده هذا القطاع في أبوظبي، وهي تحتضن على مدار العام الكثير من الفعاليات والأنشطة المتنوعة، التي بات معها مطار أبوظبي الدولي مركز استقبال لهذه الأفواج من البشر التي تتدفق على عاصمتنا الحبيبة.


ali.alamodi@admedia.ae