خضع أكثر من 2000 زوج من العرب لاستطلاع رأي ضمن عينة دراسة كانت نتيجته أن 58 % فقط من الأزواج قالوا إنهم يحبون زوجاتهم ، أما 42 % فتتباين آراؤهم ، فـ 6 % منهم لا يحبون الزوجة ولا يكرهونها وهنا تكمن المفارقة قي العلاقة الزوجية، ولم يتردد 3 % في القول إنهم يكرهون رؤية زوجاتهم، أما 6% فيتمنون موت زوجاتهم. ويتمنى 5 % تطليق زوجاتهم ويمنعهم الأولاد من ذلك ، و7 % يحبون زوجاتهم، و3 % لا يؤمنون بالحب. وفي النهاية، احتار 9 % منهم في الإجابة ولم يعرفوا كيف يحددون موقفهم !!
هذا الاستطلاع يمكن أن ينطبق على مجمل العلاقات الإنسانية في الحقيقة، العلاقات الأهلية ، الصداقات، والعلاقات الزوجية، وتحديداً في هذه الأيام التي تمر فيها العلاقات الإنسانية بمأزق حرج جداً بعد تاريخ طويل من الاختبارات والمحكات، فلا تكاد تقابل شخصاً تعرفه أو حتى لا تعرفه إلا ويشتكي من أمر ما له علاقة بهذا الموضوع فإما أنه على علاقة متوترة بعائلته ، وإما أن أحد إخوته قد غدر به أو حاول الاستيلاء على بعض حقوقه، وإما أن جيرانه يقاطعونه لسبب لا يعرفه، وإما وإما ...
ولو أن استطلاعاً للرأي يجرى لعينة عشوائية من الناس حول نوعيات مآزقهم الإنسانية ، لفتح لك الجميع قلوبهم ولبدأت الأسرار تنهال تباعاً، فلا أحد بلا مشكلة أو مأزق، فذلك الأخ يعاني من أخيه لأنه يسرقه جهاراً نهاراً، بحيث يستولي على أموال شركة العائلة دون علم أحد ، وحين يكتشف أمره لا ينكر، ولكنه يصر على ما هو عليه مستغلا إنسانية بقية إخوته وخوفهم من الفضيحة فيما لو انتشر الخبر ووصل الأمر للناس وأبواب المحاكم !!
وتلك الصديقة التي لا تفارق صديقتها والتي هي في الوقت نفسه جارتها الحميمة، تفاجأ تلك الصديقة بأن صديقتها لا تدخر مناسبة دون أن تنال منها، نافثة سموم غيرتها وحسدها في كل مكان بنسج أخبار كاذبة وتلفيق إشاعات ونقل أحاديث لم تحدث أبداً ، فكل ما يهمهما هو تشويه صورتها وجعل الناس ينفضون عنها، لا لضرر أو إساءة وجهتها لها يوماً، ولكن بسبب الغيرة الشديدة وذلك الإحساس بالنقص تجاه تلك السيدة الودودة الطيبة والمحبوبة من الجميع ، والتي لا تبالى ولا تقف لحظة لتسأل نفسها إن كان ما تقدمه لصديقتها ضرورياً أم لا أو أن عليها أن تبطئ من اندفاعها تجاهها أم لا ، كانت تحبها بصدق وتتفانى في هذه المحبة ببراءة ، بينما كانت الأخرى تعيش مأزق الغيرة على طريقتها الخاصة !!
ذلك الزميل الذي يشارك زميله في العمل ويطلعه على كل مشاريعه وأفكاره في العمل وعلى تلك الخطط الناجحة والمميزة والتي سيعرضها لاحقاً على بعض المكاتب أو الشركات الكبرى ليفاجأ بأن كثيراً مما عرضه قد سرق تماماً وبيعت أفكاره لتلك الشركات الكبرى، وأن يسرق أحدهم جيبك وأنت غافل في القطار لا يتوازى أبداً مع سرقة عقلك وأفكارك ومجهود ليال طويلة، ومن قبل من ؟! صديقك في العمل ، ذلك الذي منحته ثقتك كاملة لدرجة إطلاعه على كل ما عندك !!


ayya-222@hotmail.com