كانت الجولة العاشرة في دوري المحترفين بالفعل «كاملة الدسم»، بعد أن شهدنا خلالها الكثير من الحالات الكروية.. الانتصارات والهزائم.. الأهداف الكثيرة، واكتملت حبكتها فرحل عبد الحميد المستكي عن العين، بعد أن أعفته الإدارة من الاستمرار، منهياً مرحلة عصيبة وصعبة عليه وعلى الزعيم، ولا شك أنه خلالها بذل غاية جهده، غير أن الظروف المتوالية لم تمكنه من التقاط الأنفاس، ولا يوجد مدرب لا يريد الفوز على الدوام، ولكن الفوز لا يأتي بالتمني. ومن أبرز ظواهر الجولة العاشرة، كانت تصريحات المدربين التي أخذت طابعاً جديداً ومثيراً، فالكثيرون اعترفوا والبعض استكثر الفوز الذي حققه، مثلما حدث من براجا مدرب الجزيرة الذي أكد أن النتيجة التي فاز بها على العين غير عادلة وأن العين لا يستحق هذه الخسارة القاسية. والخسارة بالفعل قاسية، لكنها ليست أقسى من الخسارة من اتحاد كلباء وفي دار الزين، فالجزيرة يبقى المنافس الأول على اللقب هذا الموسم، وقدم حتى الآن الكثير من المسوغات، التي تؤكد أنه استفاد من دروس السنوات السابقة، وعازم على أن يضع حداً لحلم طال انتظاره وبات واجباً أن يتحول إلى حقيقة. أما عن العين، فظروفه التي مر بها من بداية الموسم، العيناوية أنفسهم أدرى بها، وحتى حين انتابته طفرة في البداية وقدم مستوى لافتاً بفريق معظمه من الشباب وكان محل إشادة من كل المتابعين، غير أن الأمور سارت عكس ما تشتهيه الأنفس حيث كلما عالج الفريق جرحاً فوجئ بآخر، وأعتقد أن عبد الحميد المستكي كان ضحية للظروف، مثلما كان الفريق أيضاً، وقد يكون للتغيير في هذا التوقيت أثره في إحداث هزة بالفريق، وهو قرار يخدم الطرفين، العين والمستكي. ومن التصريحات أيضاً التي لفتت انتباهي، ما قاله كاجودا الذي يبدو أنه فاض به الكيل، فاختار الفوز على الظفرة، ليعلن همومه وشجونه، طالباً الإنصاف من الجمهور الشرقاوي، حيث أكد المدرب البرتغالي أن الفوز على الظفرة لن يداوي كل الجراح وأنه احتار كثيراً بين الصمت والكلام، لكنه اليوم اختار أن يتحدث، وقال إن استمراره في ظل الظروف الراهنة للفريق يعرض اسمه وتاريخه للخطر، فيا ترى.. هل كان كلام كاجودا من «الكلام المباح» أم أن بيت الملك مقبل على شد وجذب؟ وفي بني ياس، واصل السماوي تألقه، وحقق المراد بفوز له دلالاته على حامل اللقب، وبالرغم من أن بني ياس في شوط المباراة الثاني، كاد يفقد كل مكتسباته، وربما يفقد المباراة أيضاً إلا أن سياسة الخطوة خطوة التي يسير بها، لا تتوقف على مجمل كل مباراة، وإنما تقسم المباراة الواحدة إلى أجزاء، وإن أثمرت هذه الخطة حتى الآن، إلا أن لها مخاطرها وتظل غير مأمونة العواقب. وبرغم خسارة الوحدة إلا أنه قدم عرضاً جيداً في الشوط الثاني، وأتفق مع هيكسبيرجر في أن شكل الفريق مطمئن، وأن تصاعد إيقاعه من مباراة لأخرى، قد يؤهله في قادم المباريات للدخول في صلب المنافسة، خاصة إذا ما راعينا أن العنابي عائد لتوّه من بطولة كأس العالم التي قدم فيها ثلاث مباريات بينما كان «السماوي» في راحة. كلمة أخيرة: يضحك كثيراً .. من يضحك أخيراً mohamed.albade@admedia.ae