عاد الإنتر إلى إيطاليا، متوجاً بكأس العالم للأندية، وما أحوج الإنتر هذه الأيام إلى بطولة في وزن تلك، تنعش الفريق في دوري الكالشيو، وهو ما أكده بينيتيز مدرب الفريق، حين قال إن اللقب يمثل فرصة مثالية للعودة بقوة في الدوري المحلي، كما أكد أن الفوز يؤكد أن الفريق يعمل، ولديه القدرة على إضافة، المزيد لما تم إنجازه من قبل. وبالرغم مما قاله موراتي رئيس النادي من قبل، من أن الفريق بات خارج حسابات الدوري في بلاده نظراً للفارق الشاسع الذي يفصله عن بقية المنافسين في الصدارة، إلا أن جماهير النادي بات من حقها بعد الجائزة المونديالية أن تحلم، حتى لو كان الحلم مستحيلاً، ففريقها فعلياً هو الآن أول العالم. أما عن مازيمبي الكونغولي والذي حاز الميدالية الفضية، فأعتقد أن ما حققه في هذه البطولة، يمثل مجداً ليس للفريق وحده وإنما لأفريقيا بأسرها، ولا يمكن التقليل من حجم إنجازه لخسارته أمام الإنتر في النهائي، فالفضية التي حازها تاريخية، وقد تساهم قريباً في تغير الخريطة الكروية العالمية، وأعتقد أنه بات من حق الفرق الأفريقية والآسيوية أن تتطلع إلى تغيير لوائح البطولة، بعد أن أثبتت أنها ليست أقل من فرق أميركا الجنوبية وأوروبا والتفرقة بين الفرق لم يعد لها ما يبررها، ودخول الجميع معاً حلبة المنافسة من البداية، قد يثري البطولة ويرتقي بها. وخسارة مازيمبي أمس الأول كانت متوقعة، ليس لضعف الفريق الأفريقي، ولكن لأنه أنهك كروياً واستنفدت المباراتان اللتان سبقتا النهائي الكثير من قواه، وهو ما أكد عليه مورينيو أفريقيا، لامين دياي مدرب الفريق الذي عزا هبوط مستوى الفريق في المباراة النهائية، إلى الإرهاق من كثرة المباريات في وقت قصير، وأوضح أن مازيمبي كان بحاجة إلى راحة إضافية لمدة يوم، لأنه خاض مباراتين قبل تلك المباراة، في حين أن الإنتر خاض مباراة واحدة. وإذا كان بينيتيز قد احتل قلب المشهد بعد فوز فريقه باللقب العالمي، فعن نفسي أتفق كثيراً مع الأرجنتيني ميليتو مهاجم فريق الإنتر والذي وجه الشكر للبرتغالي مورينيو مدرب الفريق السابق، حيث أكد أنه كان السبب في تواجد الفريق في هذا المكان، والفوز بالبطولة، وهي شهادة حق وعرفان بدور المدرب الكبير. أما عن مواجهة المركز الثالث، فقد دانت لمن يستحق، وعوضت انترناسيونال بعض خسائره في البطولة، ليعود ببرونزية، وإن لم تكن طموح البرازيل إلا أنها تعد ذراً لرماد العيون التي آلمها الخروج المبكر، وفي المقابل وبالرغم من أنه مني بسبعة أهداف دفعة واحدة في مباراتين، إلا أن سيونجنام الكوري استفاد كثيراً من اللعب في البطولة، واكتسب خبرات كثيرة يمكن أن تجعله قادراً على مواجهة كل التحديات في المستقبل. بقي أن نشيد مجدداً بالدور الذي لعبته اللجنة المنظمة للبطولة، والتي كان الحضور الجماهيري عنواناً لعملها الكبير، بعد أن قاربت أعداد الحضور على المائتي ألف متفرج، ليتضاعف الرقم الذي تحقق في النسخة الأولى، وهو جهد كان محل تقدير «الفيفا» وكل المتابعين. كلمة أخيرة: في النسخة الثانية من مونديال الأندية، توجنا أكثر من بطل، لكن من توج الجميع كان البطل الحقيقي والرئيسي.. إنها أبوظبي. mohamed.albade@admedia.ae