الزكاة فريضة أمرنا بها الله سبحانه تعالى و رسله رضوان الله عليهم وقد فرض الله تعالى الزكاة على الأغنياء، لتعطى إلى الفقراء وغيرهم، بهدف تطهير نفس المزكي من البخل، وتعويدها على البذل والإنفاق كما أن الزكاة تطهر نفس الفقير من الحسد والحقد على الأغنياء فمن أخرجها بحق نال الأجر والثواب، ومن منعها كان مخالفا لأمر الله؛ والزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وقد ذكرت في مواضع كثيرة في القرآن، قال تعالى «وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ». وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة؟ قال: تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان. قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا. وقاتل الصحابة رضي الله عنهم مانعي الزكاة وقال أبو بكر رضي الله عنه: «والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها». وقد فسر الإسلام مواضع الزكاة والأموال التي تجب فيها الزكاة مثل « الذهب، والفضة، والبضائع التجارية، والأنعام وهي: الإبل والبقر والغنم، والزروع والثمار» وفق شروط أهمها أن الزكاة تجب على المسلم. وبالرغم من أن الزكاة فريضة إلا أن بعض الأنفس الضعيفة ترفض أو تعزف عن أداء هذه الفريضة التي منها نماء للمال وإكثاره، وللأسف الشديد يلحق البعض هذه الفريضة بالمن والأذى على المتزكي عليه أو المستفيدين منها مما يضيع الأجر وينقصه. ونوه نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأهمية الزكاة هي وصلة الربط لنشر المودة والرحمة بين أفراد المجتمع وخلق روح الإخاء بينهم. ومن الطرف التي روت عن البخلاء في الزكاة يقال إنه «اجتمع ثلاثة من البخلاء وقرروا التبرع بجزء من مالهم بعدما كثر كلام الناس عليهم. فقال البخيل الأول: سأرسم دائرة على الأرض وأرمي المال في السماء فالمال الذي يسقط بداخلها لي والمال الذي يسقط خارجها للفقراء!! وقال الثاني: أما أنا فسأرسم خطاً على الأرض وأرمي المال في السماء فالمال الذي على يمين الخط لي والمال الذي على شمال الخط للفقراء!! فقال الثالث، وكان أشدهم بخلاً، أما أنا فسأرمي المال في السماء فالمال الذي يسقط على الأرض لي والمال الذي يبقى في السماء فللفقراء». Maary191@hotmail.com