لا أعلم من الذي يجب أن نصدقه بعد نهاية مشاركتنا في كأس آسيا الحالية؟ وما الذي يمكن أن نصف فيه هذه المشاركة؟ فهل نصدق أننا في الطريق الصحيح وأن المستقبل يخبىء لنا الجديد المدهش؟ أم نصدق ذلك الواقع المرير الذي كان باعتراف المدرب السلوفيني كاتانيتش؟. تبدو الدنيا في عيني رمادية، ولا أعرف ما هو الأبيض من الأسود وأين أجد الإيجابيات وأين تكمن السلبيات؟ فقد تاهت واختلط الحابل بالنابل بين بداية مشجعة وتعادل، ومن ثم هزيمة غير مستحقة في الوقت القاتل، وأخيراً ثلاثية في مرمانا قتلت فينا كل ذرات التفاؤل. “صفر اليدين”، هكذا خرجنا يا سادة يا كرام مهما حاول البعض أن يصور لنا ويجمل حالنا ولعلها من أسوأ مشاركاتنا القارية رغم أنف المستوى الجيد الذي قدمناه في أول مباراتين، ورغم اعترافنا الكامل أن اللاعبين قدموا كل ما بوسعهم في البطولة، ولكن رغم الاعتراف لم نستفد من الأداء بعدما غابت الانتصارات واختفت الأهداف. ماذا نقول للتاريخ إذا جاء يعاتبنا على الإرث الهزيل الذي تركناه في البطولة وثلاث مباريات لم نحقق فيها سوى نقطة ودون أن يتجرأ أي من لاعبينا على هز شباك الفرق المنافسة، وكيف ستكون المقارنة عندما تأتي الأجيال القادمة لتعرف أن الهند التي شبهنا مشاركتها بأحد أفلام هوليوود السينمائية تسجل ثلاثة أهداف ونجوم الإمارات القادمون من أغنى دوري عربي يعجزون عن تسجيل هدفاً واحداً في البطولة. وأعود إلى سؤالي السابق وهو ما الذي يجب أن نصدقه وأين هي القاعدة وما هو الاستثناء؟، فهل مستوانا المميز في أول مباراتين يعبر عن قدراتنا الحقيقية؟، أم هي طفرة لم تطول وفقاعة انفجرت على الفور عندما قابلنا المنتخب الإيراني؟، وأتمنى ألا تعرف الأجيال القادمة أنه كان يلعب بالصف الثاني. تتبدل الأمور بين يوم وليلة وبالأمس كنا في منتهى السعادة حتى ونحن نخسر أمام العراق وخرجنا نشيد بأداء اللاعبين المشرف، واليوم نجد أنفسنا على النقيض نبحث عن الجاني على طموحاتنا وأحلامنا وعن “السيد حظ” الذي اتهمناه ظلماً وزوراً وبهتاناً أنه الذي اغتال فرحتنا، ونسينا أو تناسينا الحقيقة القائلة أن الحظ قد يخطىء أحياناً وأحياناً يصيب والمعلومة الأكثر صحة هي أن لكل مجتهد نصيب. وأخيراً تبقى المحصلة وهي عبارة عن نقطة كانت في بداية الحملة وأهداف غزيرة وسهلة ولكنها ضائعة بالجملة، وأجوبة على شكل أسئلة ومشكلة تبحث عن حل والحل هو في حقيقة الأمر مشكلة. Rashed.alzaabi@admedia.ae