دائماً ما كنت قريباً جداً وعلى اطلاع على نتاج مجموعة مميزة من السينمائيين الإماراتيين، منذ أن بدأ هذا الحراك قبل عشر سنوات تحت مسمى مسابقة أفلام من الإمارات التي كان يرعاها المركز الثقافي في أبوظبي، ومن ثم مهرجان الشرق الأوسط، ومهرجان دبي السينمائي وذلك بحكم العلاقة القوية التي تربطني بهذه المجموعة الشابة التي تحفر في الصخر لصنع أفلام من الإمارات ذات قيمة فنية، تكون علامات مميزة في تاريخ التجربة السينمائية الإماراتية التي لم يتجاوز عمرها حتى الآن العشر سنوات. وكنت دائماً ما أتساءل .متى تنضج هذه التجربة؟ ويكون لها أساس ومنهج وتاريخ ودعم مادي غير مرتبط بالمؤسسة الوحيدة التي ترعاهم وهي «مؤسسة الإمارات»؟.. وهل الكيف يغني عن الكم في هذه التجربة؟ أم أن المجال سيظل مفتوحاً أمام الجميع؟ والسؤال الأهم متى ستصبح هذه الأفلام جماهيرية تعرض على شاشات السينما في دور العروض وما أكثرها في مراكز الإمارات التجارية.. يوم الأربعاء الماضي تدبرنا أنا وصديقي أحمد بصعوبة تذكرتين للدخول إلى الصالة المخصصة لعرض أفلام مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورتة السابعة التي تعرض بعضها في سينما الإمارات مول، لحضور خمسة أفلام إماراتية منافسة على المهرجان الإماراتي وهي « التوب» كما يقول البعض أو كما صنفها القائمون على المهرجان الذين أعدوا برنامج عروض الأفلام مسبقاً وهي «صولو» للمخرج علي الجابري و «إعادة» للمخرجة منال العلي و «ملل» للمخرجة نايلة الخاجة و «ريح» للمخرج وليد الشحي و»سبيل» للمخرج خالد المحمود. نعم هناك تقدم وعمل مشكور بالنسبة للصورة والصوت واختيار المواقع المناسبة للتصوير بما يوازي فكرة الفيلم وهدفه، لكن بعض الهنات المتفرقة هنا وهناك على صعيد الأداء والحوارات بين الشخصيات أثرت سلباً على النتاج النهائي للجهد الكبير الذي بذله مخرجو الأفلام للوصول إلى اللحظة التي يصير فيه الفيلم ملكا للمتلقي وحدة ساعة يعرض على الشاشة، وفي إشارة إلى المتلقي يقول أحد المخرجين أن بعض الأفلام القصيرة قدرها إن يساء فهمها أحيانا لأنها أساساً صنعت لتبحث عن متلق خاص جدا، وهذا قول جميل ومقبول بالنسبة لي على الأقل ولكن في نفس الوقت لا يمكن تبرير بعض الأخطاء المربكة لأي فيلم والتي تمس أساسيات وصنع الفيلم نفسه سواء كان المتلقي من جمهور المشاهدين أم من النقاد والمهتمين، فالحس مثلا تجاه الحوار الركيك والأداء غير الموفق أو الآلي للمثل هو حس مشترك بين المتلقين على اختلاف مستوياتهم الفنية والثقافية. ورغم هذه الملاحظات العابرة يبقي الفيلم الإماراتي فيلمنا الذي نراهن عليه كثيراً وننتظر من صانعيه الأكثر والأكثر خصوصاً أن التجارب المعدودة التي نجحت حتى الآن في انتاج الأفلام الطويلة جاء مخرجوها من نسيج حركة الأفلام القصيرة أساساً مع حفظنا لاستقلالية الفيلم القصير وخصوصيته كعمل فني قائم بذاته.إبراهيم العسم