لا أدري من هو الذي قرن لثغ الحروف بالدلال والدلع والغنج الأنثوي، لأنه ومن دون أن يشعر تسبب في إصابة بعض البنات بلثغ الحروف، فجأة صارت كل فتاة أراها تلثغ بحرف « الراء» لتنطقه « ارررا» وشيئا فشيئا تسلل اللثغ إلى حرف الصاد الذي تحول بقدرة قادر إلى السين، فصارت كلمة « الصراحة» في لسان الفتيات « سراحة» ! بعدها ضرب اعصار اللثغ حرف الظاء والضاد ليصبح الحرفان «داد» وصارت كلمة « ظرف» تنطق «درف» !، عجائب الحروف الملثوغة وصلت لحرف الثاء الذي صار سماعه «تاء» لتصبح كلمة «بلوتوث» فجأة « بلوتوت» في أفواه الصبايا. اللثغ في الحروف والتهام نصفها صار نغمة مميزة في أحاديث البنات، والغريب أن بعضهن لا يترتددن في القسم بأنهن «يلثغن» خلقة من يوم بدأن النطق، ناسيات أو متناسيات أن هناك من عاشرهن وعرفهن مذ كن يركضن حافيات بشعر منكوش بين الحواري. تعتقد هؤلاء الفتيات أن اللثغ يجذب الانتباه ويضيف إليهن مسحة أنوثة، برغم أن من يسمعهن يحتاج إلى مترجم ليفهم ما يقلن، فيحرصن على تطعيم ما ينطقن به من كلمات غريبة بجمل إنجليزية، وتكاد تسمع مفردة أجنبية ما بين كل كلمتين عربيتين منطوقتين بحروف ملثوغة. الصبايا ذوات اللثغة يعانين أيضا من أبراج الرأس التي صارت تعتلي جماجمهن، ولم تعد الشيلة ذات الطول 2.4 تكفي لتغطية الرأس فصرنا نرى أطراف الرقبة ونصف شعر الرأس، كما أن «جامبين» الرقبة أصيب بمشكلة ليصبح الرأس مائلا لإحدى الجهتين على الدوام! مع خلل الجامبينات في عظام الرقبة، واللثغة الغريبة في نصف حروف اللغة العربية، برزت ظاهرة أخرى على اللباس، فبغض النظر عن العباءات التي تشبه ستائر غرف الضيوف، صار من الضروري أن ترفع «الدلوعة» عباءتها عن الأرض وكأنها في «سوق السمك» ، ويرافق ذلك حقيبة يد تماثل حقيبة السفر بالحجم، وطبعا تكون هذه الحقيبة محشوة بأربعة موبايلات على الغالب. من العلامات الظاهرة على هذا النوع من الفتيات أيضا حبهن «للحوامة» فلا يعرفن أن ينقضي اليوم من دون أن يجلسن في البيت، فتجدهن حاضرات في كل مول، ويعرفن كل «كوفي» ويحفظن منيو المطاعم، ويمتلكن ميزة غريبة في حفظ صالونات التجميل وأسماء العاملات فيها! الفتيات الوارد وصفهن في هذا المقال يجدن في أنفسهن ملكات للجمال والدلع والأنوثة، ويراهن الناس مخلوقات غريبة لا يتكلمن بلغة مفهومة، ولا يرتدين ملابس مقبولة، ولهن طوابق عليا فوق رؤوسهن، ولديهن من الاهتمامات ما لا يفيد المجتمع ولا يضره، وجودهن زائد، وغنجهن مصطنع، وحديثهن يحتاج إلى ترجمة نصية لتستطيع فهمه. تحتاج مثل هؤلاء إلى تصنيف نستطيع نحن «الإناث» التآلف معه، وبصراحة ما دمنا كنساء لا نستطيع استيعابهن ولا فهمهن في عالم الأنوثة ، فكيف يا ترى يراهن الرجال ؟