هي بالتأكيد مباراة غير عادية تلك التي تجمع الوحدة والجزيرة على قمة دوري الإمارات اليوم. الأهمية ليست في كونها “ديربي” فهي تفوق كل هذه المعاني الشكلية.. الأهمية في كونها مباراة يتصارع فيها الفريقان على لقب البطولة لاسيما أن فريق الوحدة نجح قبل هذه المباراة في التساوي لأول مرة مع الجزيرة في رصيد النقاط – لكل منهما 33 نقطة – وتسألني هل معنى ذلك أن الفريق الذي سيقدر له الفوز سيكون اللقب من نصيبه.. والإجابة على الفور تقول لا.. ليس شرطا .. لكنها بالتأكيد ستلعب دورا مهما في تحديد مسيرة البطل.. فالقاعدة تقول انك إذا أردت البطولة فعليك أولا أن تتغلب على الذي ينافسك عليها.. ومن هنا تأتي أهمية مباراة اليوم لمن يبحث عن اللقب .. مثلما تأتي أهمية مباراة الجولة المقبلة التي ستجمع الجزيرة بالعين.. لأن الأخير هو أيضا داخل اللعبة وليس بعيدا عنها ويترقب اليوم ما سوف تسفر عنه المباراة. والأمر الذي لاشك فيه أن المباراة قاسية في توقيتها وتأثيرها على الفريقين معا.. لكنها أشد قسوة على الجزيرة فهي تقام على ملعب منافسه الذي يعيش وضعا معنويا عاليا لنجاحه على الصعيد الآسيوي ولبلوغه النقطة 33 قبل هذه المواجهة الكبيرة.. كما أن ظروف الجدول وضعت الجزيرة في اختبار لا يحسد عليه بوقوعه في جولتين متتاليتين أمام منافسيه خارج ملعبه.. وإن كانت نتيجة مباراة اليوم سوف تلعب دورا مؤثرا في نتيجة المباراة القادمة. وإذا كان الفريق الوحداوي يعيش وضعا مثاليا من كافة النواحي.. فإن الفريق الجزراوي يتمتع بميزة الفريق الأكثر استقرارا في المستوى والنتائج، إضافة إلى أنه الأكثر راحة في مواجهة بعض الإرهاق الذي أصاب منافسه في الأيام العشرة الأخيرة. كلمات أخيرة في كل الأحوال علمتنا كرة القدم الا نستبق الأحداث .. فلكل مباراة ظروفها والنتائج غير مأمونة بين فريق كبير وفريق صغير .. فما بالك إذا كان الفريقان كبيرين ويتنافسان على اللقب. أقول دائما لا تهويل ولا تقليل من قيمة المباراة وتأثيرها.. فهناك نتيجة ثالثة في كرة القدم اسمها التعادل وهي جائزة.. وإذا حدث.. فكل شيء مؤجل إذن.. والفوز والهزيمة لا يحسمان ولكن يؤثران ويدللان! من السهل عليك أن تستشعر ما بين التصريحات.. فهي تحمل قلقا مبررا من جانب الجزيرة، وتحمل طمأنينة وثقة من جانب الوحدة. حديث “البقلاوة” السورية سيتجدد بعد اللقاء.. وقد قال لي مدير الكرة بالجزيرة أحمد سعيد إنه لم يرفض هدية صديقه عبدالله صالح مدير الكرة بالوحدة.. لكنه يحتفظ بقالب “البقلاوة” لأن طعمه سيكون ألذ بعد المباراة !