بعد سنوات من المثابرات والمبادرات والجهد الدؤوب تصير وزارة العمل باحة للأمل تسترخي تحت ظلالها الوارفة أكتاف الذين ينتجون الحياة لأنفسهم وسواهم، فعامل اليوم هو ليس عامل الأمس والسواعد السمر التي كانت تقدحها سياط الشمس في عز النهارات الصيفية والرؤوس التي كانت تغطى بالقماش المبلل تحاشياً للهيب والشفاه المتدلية لظى وتشظياً، كل تلك المظاهر المؤذية للمشاعر تلاشت وانطفأ لهيبها إثر تحقيق المنجزات الناصعة التي قدمتها وزارة العمل لأجل الناس الكادحين ولأجل الذين طحنتهم رحى الحياة وأضراس الطمع.
اليوم ينعم العامل برحمة الأسخياء وضمير الأوفياء ويمارس ظروف عمله من دون ضغوط من رب عمل أو خشية من تهديد أو وعيد، فالحقوق محفوظة كما أن الواجبات مرصودة تحت خيمة القوانين التي لا تقبل ضرراً ولا ضراراً، فالجميع أمام القانون سواسية كأسنان المشط لأن رؤية القيادة في بلادنا وضعت على عاتق الجميع السير في الوطن باتجاه القيم الحضارية والرقي الإنساني الذي لا يقبل بظلم ولا مظلوم.. وإذا كان العامل في سابق العهد ترتعد فرائصه عند كل مغيب قمر خشية من تأخر “المعاش” فالوزارة وضعت شرطاً لأرباب العمل أوله نور بأن لا تأشيرة لعامل ولا توظيف قبل ضمان الحساب البنكي الذي يحفظ حق العامل ويصون سمعة البلد ويحمي الحركة التجارية والاقتصادية من دون معوقات أو مكدرات تسيئ أو تشين.
وحتى تتسع الحدقة وترتفع الهامة وتستقيم القامة كان لابد أن تخطو الوزارة خطوات أوسع باتجاه صياغة حركة اقتصادية تنساب خيوطها في عروق الوطن بسلاسة الماء العذب، فعززت الوزارة العلاقة مع القطاع الخاص والذي هو شريعة أساس ومحوري في صناعة غد الوطن، فهذا القطاع الذي ينهل من خدمات الحكومة ويحظى بكل الرعاية والعناية لابد له أن يصير شريكاً في البناء ليحقق الوطن أعلى مراتب النمو الاقتصادي.. فكانت الشراكة والقوانين التي تحميها وتحيطها بالاهتمام لتجعل من القطاع الخاص رافداً جوهرياً لاستيعاب المطالب المتزايدة، خاصة أن أبناء الوطن اليوم حققوا الإنجازات العلمية الرائعة ما يجعلهم أهلاً لتبوؤ أهم المناصب في القطاع الخاص من بنوك وشركات ومؤسسات ذات شأن اقتصادي رفيع.
الإمارات حققت منجزاً حضارياً لافتاً، لذلك كان لابد أن تعي المؤسسات الحكومية دورها وهذا ما فعلته وزارة العمل وهذا ما انتهجته من سلوك حضاري يستحق الانتباه ويستحق التقدير.



marafea@emi.ae