كأس العالم للأندية ليست فقط مباريات وأهدافاً، وإنما فيها الكثير من الدروس والفوائد التي على كل المنتمين للكرة عندنا أن يستفيدوا منها، وأعتقد أن الدرس الأهم، يكمن في كيفية التعاطي مع الإعلام، إذا ما وافقت على أن تتحدث، ومن يتابع التصريحات والحوارات التي جرت على هامش المونديال سيكتشف تلك الحقيقة، وكيف أن اللاعبين القادمين من أكبر الفرق، يتعاملون مع تصريحاتهم، وكأنها «معادلات كيميائية».. كل حرف في مكانه، وكل عبارة لها دلالاتها، كما أنك لا تجد من اللاعبين ما يمكنك أن تجده في كثير من حوارات وتصريحات اللاعبين العرب من الكلام «الغش» والرسائل الموجهة إلى أناس بأعينهم، وعدم تقدير الآخر التقدير الكافي. لدى اللاعبين «السوبر»، قد تفاجأ بأن يقول لاعب عن زميل له إنه ملهمه، وهو من صنع نجوميته، وإنه لولاه لما حقق ما حقق، إضافة إلى الاعتراف بالخطأ، والاعتذار عنه، وأذكر من غمرة الأحداث والمتابعات التي تزدحم بها الذاكرة، الكثير من المواقف للاعبين، يأسرونك بتصريحاتهم، فيبدون نجوماً في الملعب وعندما يتحدثون، وحتى حين يخطئون يتحملون المسؤولية بشجاعة دون أن يلجأوا إلى تلك «الشماعات» المشهورة عندنا في ملاعبنا العربية، فالخسارة هنا إما أنها مسؤولية الحكم أو الإصابات أو على أفضل تقدير، تكون المسؤولية مشتركة. في ملاعب العالم، قد يستخدم اللاعب كل الوسائل، ليس فقط للاعتذار وإنما قبل ذلك للاعتراف بالخطأ، وقرأت عن لاعبين اعتذروا لجماهيرهم على المواقع، وطاردوهم، وكأن المشجعين باتوا هم النجوم. وفي مونديال الأندية، هناك الكثير من النماذج للاعبين معتدلين وراقين في سلوكهم، من بينهم شنايدر لاعب الإنتر الذي خص الاتحاد بحوار من هذا اللون الراقي الذي ينم عن لاعب لديه مؤهلات إنسانية راقية، إضافة إلى مؤهلاته كلاعب فذ. شنايدر الذي صُدمنا نحن كجماهير بخروجه من المرحلة النهائية للمنافسة على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب هذا الموسم، بدا أكثر منا تماسكاً وواقعية واحترافية، وعلى الرغم من إقراره بعنصر المفاجأة إلا أنه اكتفى بالقول إنه راضٍ بهذا القرار، ولا يمكن له أن يعترض، وأن الرأي في النهاية لأصحاب القرار ومهما كان شعوره لن يغير شيئاً وأنه نسي كل شيء من أجل التركيز مع فريقه في المنافسات. ولم يبخل شنايدر بالتحدث عن صفات اللاعبين الآخرين، حيث ألبس ميسي ثوب العبقرية، حين أكد أنه يستحق الدخول في مقارنة مع مارادونا، وأنه يستحق جائزة أفضل لاعب ليس لهذا العام فقط، بل لعشر سنوات مقبلة، لأنه حسبما يراه شنايدر يملك مهارات لا يمكن مقارنتها مطلقاً، بأي لاعب موجود حالياً على مستوى العالم، ولذا فلو كان الأمر بيده لمنحه الجائزة، دون تردد لمدة 10 سنوات مقبلة. ولم ينس شنايدر أن يدافع عن إبراهيموفيتش حول تصريحات طالت فريق الإنتر، والكثير من الطرح العاقل والهادئ والمتزن، والذي يضيف للاعب مثل هذا قيمة إضافية كبيرة، وهي سمات أعتقد أنها من ركائز محبة الجماهير لنجومها في مثل هذه الدوريات، وليس في دوريات «التشنج والكلام الفاضي». كلمة أخيرة: الموهبة هبة تولد مع اللاعب.. والنجومية رصيد يحصل عليه من محبيه mohamed.albade@admedia.ae