كعادتهم الكبار تطلعاتهم كبيرة تطال كل شيء، يمكن أن يسعد إنسان هذه الأرض ويشرأب لها عنقه فخراً بقيادة أولئك الكبار الذين نذروا أنفسهم لخدمة أمتهم وقيادة دفة السفينة إلى بر الأمان... في ظل قيادة رشيدة تؤمن بإنسان هذه الأرض، وبحقه أن يحيا حياة كريمة برفاهية وبصحة جيده في بيئة نقية حضارية، متسلحاً بالعلم، قادراً على العمل والإسهام في حركة التنمية التي يشهدها وطنه. الوثيقة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي تمثل دستور عمل ميدانياً على مختلف الأصعدة وعلى المستويين الحكومي والخاص، لكونها تخاطب كافة الشرائح وجميع أفراد المجتمع الإماراتي من أجل تحقيق التميز والرفاهية لكافة سكان الدولة على حد سواء. والمؤكد أنَّ تداعيات تطبيق هذه الوثيقة ستعود على دولة الإمارات بكافة مواطنيها وسكانها بالنفع الكثير، حيث يتضح جلياً أن القيادة الرشيدة تضع نصب أعينها الإنسان ورفاهيته والنهوض بالكيان الإماراتي ليكون علامة بارزة وسط المجتمع الدولي المتقدم. ما لفت انتباهي أن الوثيقة الوطنية تؤسس لركائز مهمة، منها تنمية العنصر البشري، وتطوير مهارات الكوادر الوطنية كركيزة أساسية للعمل، وهذا ما يتطلب مبادرات تدعم هذا التوجه تتضمن تطوير سياسات تدريب وتأهيل الموظفين العاملين في مختلف القطاعات. والمهم من ذلك، أنَّها ستسهم في نجاح مؤسسات التعليم العالي في الدولة تفاعلها مع المؤسسات العاملة في مختلف المجالات الحكومية والخاصة، وإنشاء اللجان المشتركة من مؤسسات التعليم العالي للتعرف على حاجة المجتمع من خريجي هذه المؤسسات لتهيئتهم وتدريبهم وتسليحهم بالعلم لدى تمكينهم للقيام بواجباتهم، ليس للعمل في هذه الوظائف فحسب بل ليضيفوا لها ما تعلموا من تقنيات حديثة وطرق جديدة في مؤسسات التعليم العالي، وتوظيفها في خدمة المجتمع، وهذا من شأنه أن يدفع بسهولة توظيف المواطنين المقبلين على العمل في جميع القطاعات، ما يضمن لهم مستقبلاً زاهراً، ويمكنهم من العمل، وهو حق مكتسب نظرا إلى أن الدولة تتطلع إلى قضية التوطين كشيء أساسي، سواء في القطاع الخاص، أو في الشركات المحلية والأجنبية التي تعمل في الدولة. في تقديري إذا قامت الجهات المعنية بالدور المنوط بها، ستحقق الوثيقة جميع أهدافها وسيشعر الشباب المقبلون على العمل أن الأيادي تمتد لهم لتنقلهم إلى عتبة العطاء للإسهام في مسيرة التنمية التي تشهدها دولتنا الفتية في ظل قيادتنا الرشيدة، وبالتالي ستختفي طوابير الخريجين والخريجات من المواطنين الباحثين عن عمل في أروقة الوزارات والمؤسسات ومعارض ومهرجانات التوظيف التي باتت موسمية ولا تأتي بأكل. من اللافت لهذه الوثيقة التاريخية أنها تقوم على استراتيجية طويلة المدى تمتد إلى إحدى عشرة سنة ليوافق استكمال إنجازها الاحتفال الإمارات بيوبيلها الذهبي. جميل رفيع Admedia.ae@ JameelRafee